كريمة وقبيلتها
أعجب تمام العجب من الذين «يتدلّعون» على الطالعة والنازلة ويدّعون زوراً وبهتاناً أن هناك فقراً وحرماناً وحاجةً وعوزاً.. ما أظلمهم..! من أيّ وفي أيّ أبوابٍ يأفكون..؟! جميع الذين ترونهم من فقراء هم اختاروا عن طيب خاطر وإصرار وترصّد أن يكونوا كذلك..! هم من يستمتعون بالقلّة والجوع..! هم من يحبّون الشكوى والتذمّر للشكوى والتذمّر وليس لأنهم يريدون حياة كريمة..! أصلاً كريمة كلّ يوم تأتي إليهم وتطرق بابهم وتجلس على فراشهم وهم لا يحترمونها ولا يسقونها «كاسة شاي»..!
أصلاً كيف تريدونني أن أصدّق أن هناك فقراً وهناك الآلاف الذين يحلفون لنا كل موسم انتخابي أنهم يحبوننا وأنهم وطنيّون؟ كيف أُصدّق وآلاف الاقتصاديّون لا شغل لهم إلاّ رفدنا بكل ما هو جديد في عالم الاستراتيجيات؟ كيف أصدّق «المدلّعين» ورجال الأعمال يفتتحون مشاريعهم الكبيرة كلّ يوم وعلى مرأى ومسمع ممن تقولون عنهم فقراء..؟!
فكّونا من الشحبرة والشخبطة واللخبطة.. وتعالوا نُعِد للكاذبين كذبهم.. تعالوا نلطش كفّاً كل من يقول أنا فقير.. ونخبّط في بطن من يدّعي حاجة ولا يقدر عليها.. تعالوا نشعلها شلاليط على كل من يتمارض ويدّعي أن ليس معه ثمن العلاج ولا الصور في المستشفيات.. بل تعالوا نتعالَ ونتعالَ على شِلَل المدلّعين ونتعامل مع بعض على اعتبار أننا كلّنا نعيش مع كريمة وكريمة هذه ساعتها لن تبخل علينا بباقي أفراد قبيلتها..!
الدستور