الرياضة العقلية
إذا لم يسخر القارئ من أفكاري فسيقول : لو كان ينفذ أفكاره لكان أحكم الناس! .
صحيح! هناك فرق بين الفكرة وتنفيذها.
حين أفكر أجلس في محرابي المحصن الأصم.
أكون - على الأغلب - في مناخ الصلاة، بكل ما تحمله من انعزال، وانقطاع عن الحياة واطماعها، وشهواتها.
تكون الروح صاحبة الكلمة، والروح - كما يقول - مارسل يواسارد «هي بضعة من روح اللّه، نحلق في اجوائه الرحبة.
أحلق في آفاق المثالية، حين يكون الجسد خاملاً، ساكنا، بين النوم واليقظة.
أما حين يستيقظ المارد النائم، وتستيقظ معه هدير المحركات، تطير الأفكار كأسراب العصافير.
كما يقول» تومصون» في قلعة الغرور:
Ten thousand great ideas filled his mind
But with the clouds they fled, and left no trace behind.
مع ذلك اربط العصافير في الورق، حتى اتأملها في زحام الحياة.
أي قدر أنا له هو فائدة لي... ولك أيها القارئ.
أي قدر يبقى فيه فائدة لي.. ولك.. الخ.
روما 3 أغسطس 1989
من سلسلة مقالات «غير منشورة» للمرحوم كامل الشريف
الدستور