بين أوكرانيا وغزة
لماذا يستغرب العرب والمسلمون التضامن الذي أبدته الدول الغربية مع الشعب الأوكراني رغم أن الجواب بسيط للغاية، ورغم أنهم يعرفون الجواب أيضا.
هناك عوامل مشتركة بين الشعب الأوكراني والشعوب الغربية، فهم ينتمون للعرق الأبيض ويدينون بالمسيحية وينتمون لذات الثقافة، وهي عوامل كفيلة أن تدفع الشعوب الغربية وأنظمتها للتضامن معهم.
ومع ذلك فيحق للعرب والمسلمين الاستغراب؛ فبمجرد أن يقارنوا ما يحدث في أوكرانيا بما يحدث في غزة، وبمجرد أن يقارنوا صور التضامن الذي أبدته الدول الغربية بصور الخذلان الذي يلقاه أهل غزة من الأنظمة العربية تنهال على رؤوسهم آلاف الأسئلة المحيرة.
إن ما يربط أهل غزة بالعرب أكبر بكثير مما يربط شعب أوكرانيا بالشعوب الغربية؛ فهم ينتمون لذات العرق ويتحدثون ذات اللغة ويدينون ذات الدين.
هبت الأنظمة الغربية لدعم الشعب الأوكراني بالمال والسلاح، فيما يحاصر العرب غزة. شجعت أنظمة غربية مواطنيها على التطوع للقتال في أوكرانيا، فيما تجرم الدول العربية أي تهريب للسلاح إلى غزة، وتجرم أي مساعدة مالية للمقاومة، بل تجرم أي علاقة بالمقاومة المسلحة. بل إن بعض الدول تجرم رفع علم فلسطين في مدرجات ملاعب الكرة.
ليس هذا فحسب، بل إن بعض الأنظمة العربية تتعاون مع عدو غزة في حصارها وتمعن في التنكيل بأهلها على المعابر.
لقد اكتشفت الشعوب العربية أن الأنظمة يمكن أن تدعم مقاومة شعب يتعرض لعدوان غاشم، فلماذا لا تتضامن الأنظمة العربية والإسلامية مع مأساة غزة كما تضامنت الدول الغربية مع مأساة أوكرانيا؟!!
السبيل