الدولة السلبية الصفرية أساس الصراع !!!
الدولة السلبية الصفرية هي الدولة التي تنفذ كل شيء يطلب منها من قبل المجموعات المسيطرة عليها خارجياً وداخلياً ، حيث لا يحسب لها اي حساب سوى ان تكون دولة تحقق مصالح الغير على حساب مصالحها ومكانتها ووجودها مع بقية الدول المجاورة ، دون الأخذ بعين الاعتبار مدى التأثيرات المتضاربة بين المصالح المتقاسم عليها لهذه الدولة ، لتصبح الدولة مركز صراع لمعسكرين او قطبين متنافرين سياسياً وعسكرياً واقتصادياً .
اي صراع هيمنة بينهما على حساب هذه الدولة السلبية الصفرية ، خاصة اذا تم اختيار لها رئيساً يتقن تنفيذ الاوامر بأسلوب بهلواني ، اي يجيد التمثيل والحركات البهلوانية ليضحك شعبه .
على خلاف الدولة الوصية ، التي تستطيع ان تعدل مسار ميزان القوى المتضاربة وفقاً لمصالحها الوطنية ، لتحقيق الاستقرار السياسي والسلم المجتمعي .
حيث اننا نعيش في عالم سريع التغير تقوده دولة ذات قطب واحد عالمياً ، ولا تلتزم بأية ضوابط انسانية او سياسية مع تنامي ظاهرة الامبريالية والهيمنة الاقتصادية وهيمنة العولمة المتأمركة ، التي صنعت الاختلاف والانفساخ بين الشعوب حتى في نفس الدولة الواحدة .
وهذا يقودنا الى سؤال هل يجب الاسف والتأسف على ما يجري من صراع دولي عالمي مؤشراته مؤشرات حرب عالمية ثالثة ، ام مع وجود قطب ثاني مهما كانت قدراته وامكانياته ليحفظ التوازن الدولي مع شركائه في عالم تتقاسم الدول العظمى مصالحها فيه دون رحمة او هوادة .
فالتاريخ لم يعد يسير قدماً الى تحقيق هدف معلوم وان يكون الغد بكيفية افضل من الحاضر ، فلم يعد هناك بوصلات او قوائم سلوكيات تربط الدول بعضها ببعض ، واين موقع سيادة اي دولة ما بين هذه الصراعات العالمية ، وما بين حق التدخل الانساني سواء على الصعيد الامني او السياسي ، واين حقوق الانسان والحقوق الاقتصادية في ظل مفهوم الأمن البشري .
اي ان هناك تحولا واضحا في نوعية الصراع حول مفهوم السيادة حتى وان اندثرت شعوب بأكملها ، فكل جانب يستخدم كل ما يملك من اسلحة دمار ، حتى الدمار الشامل على حساب دول يدور حولها صراع المصالح والسيادة الامنية .
ولم يعد للمجتمع العالمي دور حقيقي في تحقيق الامن البشري ، لينحصر دور كثير من الدول بالدور النظري والمساعدات المتعارف عليها ، فلم يعد هناك اطار قانوني لمنع التدخل في ظل سياسة كل دولة في حماية امنها واستقرارها ، والتحديات الامنية المتضاربة بين الدول العظمى .
اي اننا مقبلون على نظام عالمي جديد يجب ان نحدد مكانتها فيه من كافة النواحي السياسية والاقتصادية وغيرها ، ومقبلون على ازمات متعددة ومتنوعة اقتصادية وبيئية وغيرها ، فاين استعداداتنا لذلك .
الدستور