«كييف «..ما بعد سقوطها؟!.
«كييف «..تحاصرها الدبابات الروسية، وتواصل دك اسوارها قبيل اقتحامها واستسلامها، فيما العالم ما زال يدين ويصرخ بالعقوبات الاقتصادية والمالية، وعاجز عن التدخل المباشر تجنبا لحرب نووية عالمية ثانية، والسؤال ما بعد سقوطها ؟!.
كييف..تنتظر نهايتها الماساوية خلال أيام، فالرئيس زيلينسكي ورفاقه في أسوأ حال، وهم يتحضرون للموت أو الاستسلام لروسيا، وما بعد، فإن حكومة جديدة فيها موالية لموسكو بمؤسساتها وجيشها وامنها تتبع القيصر وتاتمر بأمره، وما بعد نهاية الحرب واستسلامها ربما نشهد ميلاد دويلات صغيرة في بعض اقاليمها الناطقة بالروسية،ومسالة اعمارها أو تقييد حركتها السياسية والامنية ستبقى مربوطة بكل الاتجاهات بيد موسكو.
كييف..سقوطها يعني سقوط كل أوكرانيا واستسلامها، للشروط الروسية القاسية التي فحواها الإعتراف بجمهوريتين في شرقها والاقرار بأن شبه جزيرة القرم روسية خالصة،وفي الجوانب الأخرى العودة إلى الاقتصاد والاستثمار من البوابة الروسية، فكل ثرواتها ومقدراتها ستخضع إلى القيصر وسوف تغيب الأحزاب والقوى السياسية والحزبية والدينية الموالية للغرب، فلا مكان فيها سوى للغة الروسية القاسية التي حاول شطبها وازالتها من الثقافة الاوكراتية الرئيس زيلينسكي ورفاقه.
أوكرانيا..أنتهت الحرب فيها لصالح القيصر، فالعجز الاوروبي الأمريكي ظهر بكل تفاصيله أمام العالم، ولا مكان للضعفاء في عالم ما زالت فيه الأسلحة النووية مانعة لاصطدام الكبار حفاظا على مصالحهم، وما بين إطالة أمد حصارها وإرهاق المدافعين عنها وإعلان استسلامها هو مسألة وقت، وما بعد سنرى الصمت الأوروبي والأمريكي، فالكل سوف يبتلع لسانه ويستعد من جديد لمقاربة القيصر والتحاور معه من بوابة القسمة والحصول على حصة مقبولة مقابل إنهاء جميع العقوبات الاقتصادية والمالية عنه، وبهذا تختفي من الساحة الدولية مفردات التهديد والعقوبات وما إلى ذلك.
لقد أخطأ رئيسها زيلينسكي وفريقه بقوة الغرب السياسية والامنية وأخطأ في تقدير نفوذ اللوبي الصهيوني العالمي وتأثيره على موسكو، فالبعد اليهودي كان وما زال حاضرا في الحرب الاوكرانية، فالرئيس ذاته يهودي ومعه عشرة وزراء يهود، كما أن وزير خارجية أمريكا أنتوني بلينكن يهودي والده اوكراني،ولهذا نرى نفتالي بينيت يحاول جاهدا التوسط لوقف الحرب بأقل الخسائر، لكنه لم ينجح حتى الآن.
كييف..على موعد مع الانكسار التاريخي ،وما بعد لن تكون أوروبية بهوائها ولا سمائها، ولن تعود كما كانت، ولا حياد لها بعد الآن، وحالها ربما يكون مماثلا لجمهوريات قوقازية تابعة للكرملن، وسقوطها أول ما يعني عودة الهيمنة الروسية على أوروبا الشرقية،ويعني أن الناتو تحالف دفاعي لا يخالف أوامر واشنطن في تسوية مصالحها مع الروس في أوروبا والشرق الاوسط وكل مكان.
الدستور