«كييف «..ما بعد سقوطها؟!.

تم نشره الثلاثاء 08 آذار / مارس 2022 12:30 صباحاً
«كييف «..ما بعد سقوطها؟!.
محمد سلامة

«كييف «..تحاصرها الدبابات الروسية، وتواصل دك اسوارها قبيل اقتحامها واستسلامها، فيما العالم ما زال يدين ويصرخ بالعقوبات الاقتصادية والمالية، وعاجز عن التدخل المباشر تجنبا لحرب نووية عالمية ثانية، والسؤال ما بعد سقوطها ؟!.
كييف..تنتظر نهايتها الماساوية خلال أيام، فالرئيس زيلينسكي ورفاقه في أسوأ حال، وهم يتحضرون للموت أو الاستسلام لروسيا، وما بعد، فإن حكومة جديدة فيها موالية لموسكو بمؤسساتها وجيشها وامنها تتبع القيصر وتاتمر بأمره، وما بعد نهاية الحرب واستسلامها ربما نشهد ميلاد دويلات صغيرة في بعض اقاليمها الناطقة بالروسية،ومسالة اعمارها أو تقييد حركتها السياسية والامنية ستبقى مربوطة بكل الاتجاهات بيد موسكو.
كييف..سقوطها يعني سقوط كل أوكرانيا واستسلامها، للشروط الروسية القاسية التي فحواها الإعتراف بجمهوريتين في شرقها والاقرار بأن شبه جزيرة القرم روسية خالصة،وفي الجوانب الأخرى العودة إلى الاقتصاد والاستثمار من البوابة الروسية، فكل ثرواتها ومقدراتها ستخضع إلى القيصر وسوف تغيب الأحزاب والقوى السياسية والحزبية والدينية الموالية للغرب، فلا مكان فيها سوى للغة الروسية القاسية التي حاول شطبها وازالتها من الثقافة الاوكراتية الرئيس زيلينسكي ورفاقه.
أوكرانيا..أنتهت الحرب فيها لصالح القيصر، فالعجز الاوروبي الأمريكي ظهر بكل تفاصيله أمام العالم، ولا مكان للضعفاء في عالم ما زالت فيه الأسلحة النووية مانعة لاصطدام الكبار حفاظا على مصالحهم، وما بين إطالة أمد حصارها وإرهاق المدافعين عنها وإعلان استسلامها هو مسألة وقت، وما بعد سنرى الصمت الأوروبي والأمريكي، فالكل سوف يبتلع لسانه ويستعد من جديد لمقاربة القيصر والتحاور معه من بوابة القسمة والحصول على حصة مقبولة مقابل إنهاء جميع العقوبات الاقتصادية والمالية عنه، وبهذا تختفي من الساحة الدولية مفردات التهديد والعقوبات وما إلى ذلك.
لقد أخطأ رئيسها زيلينسكي وفريقه بقوة الغرب السياسية والامنية وأخطأ في تقدير نفوذ اللوبي الصهيوني العالمي وتأثيره على موسكو، فالبعد اليهودي كان وما زال حاضرا في الحرب الاوكرانية، فالرئيس ذاته يهودي ومعه عشرة وزراء يهود، كما أن وزير خارجية أمريكا أنتوني بلينكن يهودي والده اوكراني،ولهذا نرى نفتالي بينيت يحاول جاهدا التوسط لوقف الحرب بأقل الخسائر، لكنه لم ينجح حتى الآن.
كييف..على موعد مع الانكسار التاريخي ،وما بعد لن تكون أوروبية بهوائها ولا سمائها، ولن تعود كما كانت، ولا حياد لها بعد الآن، وحالها ربما يكون مماثلا لجمهوريات قوقازية تابعة للكرملن، وسقوطها أول ما يعني عودة الهيمنة الروسية على أوروبا الشرقية،ويعني أن الناتو تحالف دفاعي لا يخالف أوامر واشنطن في تسوية مصالحها مع الروس في أوروبا والشرق الاوسط وكل مكان.

الدستور 



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات