بلاد عربية مرشحة لـ " تطورات " !
بصراحة منقطعة النظير ، وبطريقة مباشرة ، قالت كبيرة الاقتصاديين في البنك الدولي كارمن راينهارت وفق تصريحات لرويترز قبل ايام : إن الحرب في اوكرانيا سيكون لها تداعيات على الأمن الغذائي في الشرق الأوسط وشمال افريقا وجنوب الصحراء .
أضافت : " قد يؤدي ذلك إلى تنامي الاضطرابات الاجتماعية ، والسياسية على غرار الربيع العربي ، معيدة إلى الأذهان أن " الإنقلابات الفاشلة والناجحة في بعض البلدان زادت في العامين الأخيرين "
ويوم الجمعة ، وفي ختام القمة الأوروبية قال الرئيس الفرنسي ماكرون نفس ما قالته عن الغذا ء والمجاعات المنتظرة في افريقا وجنوب الصحراء ، في الوقت الذي نوه فيه البنك الدولي أن الاسعار سترتفع بنسبة 35 % بشكل عام .
وبالتأكيد ، فإن الأسعار سترتفع بأكثر من هذه النسبة طبعا ، بل إنها بدأت بالارتفاع منذ الآن ، ولكن اللافت هو أن الاضطرابات المنتظرة و " الموعودة " تقع في البلدان العربية والإفريقية المسحوقة بالفقر والبطالة ، وكله بسبب نقص الغذاء والمواد الأساسية .
ومن باب التندر ، تداول ناشطون عرب وافارقة مؤخرا فيديوهات لمواطنين من مختلف البلدان يشكون فيها من انكماش حجم أرغفة الخبز ومضاعفة اسعارها قبل أن تنهي الحرب الروسية على اوكرانيا شهرها الأول ، ولو سألنا الحكومات العربية المختلفة عن حجم مخزونها من القمح والذرة والزيوت مثلا فإن الإجابات ستكون صادمة ، على اعتبار أن معيشة أغلب هذه البلدان هي " أولا بأول " كما يقال ، ما يعني أن ما قاله ماكرون وما قاله البنك الدولي سيبدأ بالفتك بالناس وبهذه البلدان الهشة قريبا ، وربما يتطور الأمر إلى اضطرابات دامية لا سمح الله في العديد منها ، وكله بسبب غياب التخطيط واضمحلال الزراعة حتى في البلدان التي تعتبر من الناحية النظرية "سلة غذاء العالم " لو كان هناك من يحسن إدارة موارها المائية وتربتها الخصبة .
ولأن المواطن العربي مضروب على راسه ، فإنه اعتبر بأن الحرب الروسية على اوكرانيا لا تعنيه ، متناسيا ، أو جاهلا بحكم غياب الاطلاع ، أن كثيرا من البلدان أوهن من بيت العنكبوت وإن غياب القمح الروسي والأوكراني وتحفظ الحكومات المنتجة الأخرى على التصدير تماشيا مع تداعيات الحرب سينعكس فورا على هذه البلدان التي لا تملك أصلا الأموال التي تنافس فيها الآخرين بغض النظر عن الأسعار وارتفاعاتها الجنونية .
لسان حال تصريح ماكرون وتصريح راينهارت وكأنه أراد أن يقول للعرب بالذات : لا تفرحوا أنكم لأول مرة في التاريخ " متفرجون " وخارج دائرة سفك الدماء ، بل إننا نبشركم بأنكم ستكونون من أوائل الضحايا ، لأن بلدانكم مرشحة للخراب ، وكأنه حرام على هذه الشعوب المسكينة أن تلتقط أنفاسها حتى لو كانت أصوات المدافع تبعد عنها آلاف الأميال .
جى بي سي نيوز