اوكرانيا .. العالم على قدم واحدة

تم نشره الأحد 20 آذار / مارس 2022 12:13 صباحاً
اوكرانيا ..  العالم على قدم واحدة
د.فطين البداد

الذي تابع خطابات الرئيس الأوكراني في البرلمانات الغربية يتأكد بما لا يدع مجالا للشك بأن التحيز الغربي الأعمى لقضايا بعينها يشكل محور كل السياسات التي طالما خدعت العالم بعدالتها وديمقراطيتها وشعاراتها الزائفة .

لقد دخل الكونجرس الأمريكي وقبله مجلس العموم البريطاني وبعده مجلس النواب الألماني في موجات تصفيق لا تكاد تتوقف ، تأييدا وتشجيعا للرئيس " الشجاع " الذي أطل عبر الفيديو من داخل كييف متحديا جبروت الروس وبوتين وقائلا : لا للتبعية ، وهي مواقف لا تملك إلا أن تعجب بها لكونها تلامس الفطرة البشرية التي جبلت على الكرامة ولكن :

هذا " التمكين" منقطع النظير في البرلمانات الوطنية لرئيس دولة أجنبية له مدلولاته وبواعثه التي تتضح في نتائج هذه الرسائل الموجهة والتي تمثلت بدعم لوجستي وسياسي لم يسجل مثله في التاريخ ، انطلاقا من أن هزيمة روسيا كانت ولا زالت هدفا استراتيجا غربيا يعمل الجميع لتحقيقه ، وتمثل هذا بحجم ونوع الدعم الذي تتلقاه أوكرانيا من الغرب والضغوط التي مورست على موسكو بما لم يسبق أن خطر على بال أحد .

ولأن بوتين صعد على الشجرة بطريقة فجة وعنترية وينتظر فرصة مشرفة للنزول ، فإن وضع السلم له ليتمكن من الهبوط الآمن لن يتحقق لا بواسطة المفاوضات التي تجري بين الطرفين ولا بوقف الدعم العسكري بعد أن قالت تقارير استخبارية غربية بأن الروس بدأوا يعتمدون اسلوب حرب الأستنزاف كطريقة فضلى للتعامل مع الجيش الأوكراني .

لقد وجدت الولايات المتحدة والمملكة المتحدة في حرب بوتين على أوكرانيا فرصة العمر لتحييد روسيا وتأديبها والتفرغ للصين التي هي مربط الفرس في كل هذا الدعم الأمريكي السخي للأوكران ، ونتذكر بالتأكيد حلف هاتين الدولتين مع استراليا في قصة الغواصات النووية الفرنسية ، وما من شك في أن الموقف الأمريكي من أي تسوية مع الروس لن يفضي إلى فك الحصار والغاء العقوبات .

القصة وما فيها أن الولايات المتحدة نجحت مع حلفائها في اقتناص الفرصة ، ولا ندري هل لدى بوتين أوراق ربما يخرجها من كمه في اللحظات المناسبة ، أم أنه سيرجع بروسيا إلى بداية التسعينات من القرن الماضي حينما تفسخ الأتحاد السوفيتي أمام عينيه إلى عدة دول بات بعضها الآن أعضاء في النيتو وعلى حدوده الغربية .

الحرب في اوكرانيا لها مفاجآت ، ولربما تكون غير سعيدة للطرفين المتحاربين ، او لغيرهما ، ولأنه لا أحد يعرف المآلات ، فإن العالم كله يقف الآن على قدم واحدة .

جى بي سي



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات