باريس وبرلين.. مكافأة الاحتلال ومعاقبة الفلسطينيين
مقالة رأي مشتركة لسعادة السفيرة الفرنسية فيرونيك فوالند - عنيني، وسعادة السفير الالماني بيرنهارد كامبمان، بخصوص الحرب في أوكرانيا؛ يدافعان فيها عن الأوكران وحقهم في المقاومة، ويبرران العقوبات المفروضة على روسيا.
المقال يثير أسئلة إشكالية؛ هل يمكن القول أن تبنّي ألمانيا وفرنسا لرواية المقاومة الأوكرانية تحريض على العنف؟ وهل الدعوة لمقاطعة روسيا وتسليح الأوكران يعتبر عملاً مبالغاً فيه؛ إذ يعيق جهود السلام التي تقودها بيلاروسيا بزعامة داعية السلام الكسندر لوكاشينكو؟
سؤال بات مطروحاً بقوة؛ بعد أن طردت الحكومة الألمانية صحفيين وإعلاميين من محطة دوتشه فيله (DW) لا لشيء إلا لأنهم قدموا تعليقات متعاطفة مع الفلسطينيين على صفحات التواصل الاجتماعي، فالمحطة الألمانية بررت طرد الإعلاميين بالقول: إنهم يدعمون العنف ضد الاحتلال الإسرائيلي.
باريس لم تتخلف عن شريكتها برلين في محاربة الشعب الفلسطيني ومقاومته للمحتل الإسرائيلي؛ إذ أعلنت عن حظر جمعية "فلسطين تنتصر" في مدينة تولوز الفرنسية، فباريس تدعم جهود الرباعية التي قادها حمامة السلام لوقت غير قصير "توني بلير"، فهو لا يختلف عن حمامة السلام المحايدة لوكاشينكو.
لم تكتفِ باريس وبرلين بمحاصرة المناهضين للاحتلال الاسرائيلي على أراضيها وتبني الرواية الصهيونية، بل نقلتا المعركة إلى الأراضي الفلسطينية عبر الاتحاد الأوروبي؛ من خلال الربط بين المساعدات الاقتصادية وإحداث تغيرات في المناهج الدراسية الفلسطينية التي تصف "إسرائيل" بالمحتل، وتمجد المقاومة.
هل الاحتلال الاسرائيلي عملية خاصة من وجهة نظر باريس وبرلين لشطب الهوية العربية لفلسطين؟ وهل المطلوب من الفلسطينيين والعرب تمجيد الاحتلال الاسرائيلي في مناهجهم الدراسية؟ أي القول بأنه ليس احتلالاً، وأنه لا يجب معاقبة "إسرائيل" أو فرض عقوبات عليها، بل يجب مكافأتها بالمفاعلات النووية الفرنسية وغواصات دولفين الألمانية وتغير المناهج الفلسطينية.
ألمانيا وفرنسا فرضتا القيود على الجمعيات والنشاطات الداعية لمقاطعة الاحتلال الاسرائيلي اقتصاديا، في حين حاول السفيران المحترمان إقناع الأردنيين والفلسطينيين وغيرهم من العرب، بضرورة تبني الرواية الغربية في دعم الأوكران المساكين ومقاومتهم.
لا خلاف على أن الأوكران من حقهم المقاومة أسوة بغيرهم من الشعوب، لكن من زاوية أخرى يرى البعض أن الرئيس الأمريكي بايدن ورّطهم في حرب مع روسيا؛ ليحقق طموحاته وينتقم من تدخل موسكو، بحسب زعمه في الانتخابات الرئاسية التي أفضت إلى فوز ترامب تارة، وإلى اقتحام الكونغرس الامريكي تارة أخرى.
ختاماً..
البعض يرى أن أوكرانيا حرب بايدن وليست حرب بوتين.. وجهات نظر مختلفة يجب أن تُحترم وأن يطلع عليها الجمهور بكل شفافية؛ شفافية تفتقدها باريس وبرلين التي تعاقب كل من يرفض الرواية الإسرائيلية، أو يدعو لمقاطعة المحتل الاسرائيلي ومقاومته.
السبيل