الوجع الفلسطيني ..!!
لا نحسب ان هناك وجعا في الدنيا كلها يشبه الوجع الفلسطيني.. أو يماثله شدة.. وألما .. وأرقا .. ومعاناة ..
فكل الحروب في الدنبا حتى الحروب الكونية انتهت بتصالح الاعداء.. ولا أدل على ذلك من الحرب الفيتنامية، التي أكلت 3.5 مليون فيتنامي على يد الاميركيين الغزاة ..وانتهت بانتصار فيتنامي أسطوري،وهروب الاميركيين .. يتجرعون الهزيمة المذلة، واليوم ها هي العلاقات بين الدولتين «سمن وعسل».. واصبحت فيتنام بهمة وشجاعة وتفاني شعبها من النمور الاقتصادية ..وهذا ما جر للجزائر ولاوس وكمبوديا وجنوب افريقيا وافغانستان ودول اميركا الجنوبية، وكل ارض دخلها الاستعمار وخرج منها مذموما مدحورا، يحمل عصا الهزيمة ..!!
فاذا ما قمنا بتوسيع دائرة البيكار قليلا.. فان الحرب الضروس في «اوكرانيا» حتما ستنتهي ..وسيتم انتخاب رئيس وحكومة جديدة .. ويعود السلام بين الحارتين على اسس جديده اهمها: ان لا تدخل «اوكرانيا» حلف «الناتو»، وان يجرد جيشها من السلاح.. وتخرج من التبعية لاميركا وتعلن حيادها كسويسرا..
كل الحروب انتهت بانسحاب المحتلين ، الا العدو الصهيوني الذي يرفض الاعتراف بالحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني ..وحقه في تقرير المصير واقامة دولته المستقلة على ترابه الوطني وعودة اللاجئين بموجب القرار الاممي «194».
السبب في ذلك أوضح من الشمس في رابعة تموز .. فالاحتلال الصهيوني هو احتلال استئصالي يقوم على طرد الشعب الفلسطيني من وطنه، واقامة كيان غاصب على هذه الارض .. انه صراع وجودي..بين غزاة قدموا من وراء البحار ، ونزلوا ذات ليالي سوداء على شواطيء حيفا ويافا وعكا..الخ. هربا من الموت النازي،ليقيموا دولة على انقاض شعب مسالم..بدعم واسناد الدول الاستعمارية، وفي مقدمتها بريطانيا العظمى حينها،التي أصدرت وعدا ظالما لم يشهد التاريخ له مثيلا «وعد بلفور».. وقامت بتنفيذه على ارض فلسطين، بعد ما ضمنت نصا في صك الانتداب، يدعو الى تنفيذ وعد بلفور، واقامة وطن قومي لليهود في فلسطين... وهذا ما كان.. فما ان اشرف ليل الانتداب على الزوال حتى اعلن قيام «دولة « اسرائيل في 15 ايار 1948. لتدخل فلسطين والمنطقة كلها في حروب متواصلة ، ادت الى احتلال كامل فلسطين والجولان السوري ومزارع شبعا اللبنانية..
صيرورة الصراع ومنذ حرب 48 وقيام كيان العدو ، تؤكد شيئا واحدا .. حقيقة واحدة .. وهي: ان العدو يعتبر فلسطين.. كل فلسطن هي «ارض اسرائيل».. ولا مكان للشعب الفلسطيني على هذه الارض ، الا تحت يافطة العبيد .. الارقاء كعبيد روما..!!
الوجع الفلسطيني مستمر ..ويتعمق .. ويزداد الما ومعاناة .. والسرطان الصهوني يكبر .. ويتمدد.. ولا حل الا باستئصال هذا الورم الخبيث ، بعد ان ثبت استحالة التعايش معه .. فاما نحن واما هو..!!
انه صراع وجودي .. وفلسطين لا تقبل القسمة على اثنين.. فاما ان تعود الى حضن امتها حرة عربية .. او تبقى مستعمرة صهيونية..!!
وحتما لن تكون الا عربية وحصرا لشعبها شعب الجبارين الذي يرفع رايات المقاومة منذ اكثر من 100 عام ويزيد.. ويصر على على بقاء الجمرة مشتعلة حتى رحيل كل الغزاة.
المجدد لشعب يكتب التاريخ من جديد.
الدستور