العرب وايران والنظام الدولي الجديد

تم نشره الأحد 10 نيسان / أبريل 2022 12:52 صباحاً
العرب وايران والنظام الدولي الجديد
د.فطين البداد

عندما قدم الخميني من منفاه الفرنسي بعد أن مكث ردحا من الزمان في العراق أطلق ما يعرف بـ تصدير الثورة ، وتم تبني الأمر رسميا وبفتوى دينية ما أدى للحرب العراقية الايرانية التي استمرت ثماني سنوات انتصر فيها العراق وجرع الخميني السم الزعاف .

خلال الحرب تبين أن ايران كانت تتعاون مع اسرائيل وتتزود بالأسلحة الاسرائيلية ، وما قصة الكونترا ونيكاراغوا سوى فصل من هذه الفصول الفضائحية التي لطخت هذه الثورة " الاسلامية " المزعومة المتحالفة مع الشيطان .

وبعد تفجيرات الحادي عشر من سبتمبر في نيويورك ، واحتلال افغانستان ، تكشف من خلال مذكرات سفير امريكا في افغانستان والعراق زلماي خليل زادة أن تحالفا سريا تم طبخه بين ايران وواشنطن ، حيث زودت الاستخبارات الايرانية نظيرتها الأميركية بكل ما تحتاجه عن حكومة قندهار وليتبين ، وفق المذكرات ، أن الطائرات الامريكية كان مسموحا لها الدخول والخروج من أجواء ايران بطولها وعرضها للقضاء على طالبان التي آوت اسامة بن لادن ورفضت تسليمه لجورج بوش الأبن وبقية القصة معروفة .

في العام 2003 تم احتلال العراق ، وليتضح من خلال بريمر ، الحاكم الأمريكي للعراق إبان الإحتلال ، ومن قبل السفير زادة نفسه أن اتفاقا ايرانيا امريكا تم إنضاجه آنذاك، تقوم ايران بموجبه بتزويد الجانب الأمريكي بمعلومات استخبارية عن العراق بحكم عملائها وسنوات الحرب الثماني وغيره ، وأن تفتح الأجواء الايرانية للطائرات الأمريكية لقصف العراق واحتلاله ، نظير حل الجيش واجتثاث البعث وتسليم هذا البلد للإيرانيين بعد الإطاحة بصدام ، وعندما سئل بريمر بعد تقاعده في لقاء صحفي " موجود على يوتيوب " قال : يكفي السنة أنهم حكموا العراق ألف سنة ، والدور للشيعة، وهم حلفاء وأسهل لنا " وبالفعل أصدر علي السيستاني "ولنلاحظ أن سيستان محافظة في ايران " أصدر فتوى بتحريم قتال الأمريكان المحتلين ، وهكذا كان ، حيث لم يقاوم الإحتلال الأمريكي غير العرب السنة ، وبهذه المناسبة نستذكر كيف أن التيار الصدري باع أسلحته للأمريكيين الذين وضعوا سعرا لكل بندقية ، حيث وافق مقتدى الصدر حينها وتم نسليم الأسلحة نظير الدولارات الأمريكية .

وعندما انطلقت الثورات العربية قاتلت ايران إلى جانب الأنظمة ، وليس هذا فحسب ، بل قامت باستغلال ظروف هذه البلدان وغرس عملاء لها نرى آثارهم وأفعالهم اليوم في كل العواصم العربية التي قالت ايران إنها تحتلها .

هناك عشرات المحظات التي تؤكد وترسخ مفهوم بات عقديا لدى المراقبين وهو أن ايران تعمل في الليل والنهار استغلالا لأي فجوة أو ظرف في أي بلد عربي وإسلامي ، ويكفي أن نتذكر ما قاله موسى ابو مرزوق ذات تصريح : أن الإيرانيين طلبوا منه التوسط لدى عمر البشير لفتح ابواب السودان لايران كي تنشر مذهب ولاية الفقيه إلخ ..

وقبل ايام زار كلا من كييف وموسكو وفد عربي رسمي عارضا الوساطة ، اي أن هذا أقصى ما يمكن أن يفعله العرب : حيث يتوسطون لوقف حرب لا ناقة لهم فيها ولا جمل ، في الوقت الذي قالت فيه تقارير معلوماتية أن الايرانيين يستغلون الآن الضعف الروسي لترسيخ اقدامهم في المنطقة عموما ، اي أن هذه الحرب بالنسبة لهم ليست مجرد حرب في أوروبا ، بل إن وراءها كتابة جديدة لنظام دولي جديد بعد أن تأكد بأن الأمريكيين والانجليز والحلف الأنجلو سكسوني لا يمكن أن يوافق على وقف هذه الحرب ، بل سيشغلون روسيا فيها سنوات طويلة من أجل التفرغ للصين ، ويتجلى للمراقب ذلك من خلال تصريحات زيلنسكي المتناقضة والتي يعود سببها لكونه لا يملك خيار التفاوض إلا بما تمليه عليه الولايات المتحدة ولندن . .

إذن : فإن العرب ، وفي غمرة الإنشغال بإعداد النظام الدولي الجديد يتوسطون لوقف الحرب بغية الحصول على فتات القمح وزيت دوار الشمس والذرة ، بينما يقوم الايرانيون بتخصيب اليورانيوم لأكثر من 60 % والإعلان عن بناء محطات نووية جديدة بقدرات ذاتية .

العرب دائما خارج التغطية ، مع أن لديهم من اسباب القوة ما يقلبون فيه الطاولة على رؤوس الجميع ، ولكن هيهات هيهات لما تحلمون .

جى بي سي نيوز



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات