مخيم جنين.. يصحح البوصلة ؟؟!!
بكل اعتزاز وفخر نؤكد لكل ذي عينين .. ولكل ذي بصر وبصيرة ..أن مخيم جنين الباسل هو الممثل الحقيقي للشعب الفلسطيني، والوجه الحقيقي الناصع .. المشرق لفلسطين ، وللقضية الفلسطينية ..
لقد جسد هذا المخيم بصموده الاسطوري ، عبارة محمود درويش «مخيم ينجب زعترا ومقاتلين».. وهذا ليس بجديد .. بل هو رسالة كافة مخيماتنا التي يتجاوز عددها ال «40» مخيما، جسدها صمود تل الزعتر الاسطوري، وصبرا وشاتيلا والبداوي وعين الحلوة والرشيدية ..الخ ..وها هو مخيم جنين على العهد لم يتراجع ، ولم يرفع الراية البيضاء، ولم يعتذر.. بل مستمر في رفع الراية .. راية المقاومة.. راية الكفاح المسلح .. كسبيل وحيد لتحرير فلسطن .. كل فلسطين وكنس الصهاينة الغزاة .
لقد كان لصموده الاسطوري في المواجهة الكبرى مع العدو الصهيوني في نيسان 2002 ، مثالا ساطعا وحيا بان المخيمات كلها -علاوة على انها تشكل وقود الثورة - فانها لا تزال مصنع الرجال .. الرجال .. ولا تزال الذخيرة الحية للقضية التي لا تنضب.. وفية للعهد والوعد ، وهذا هو سر استمرار الثوزرة .. وسر بقاء جمرتها مشتعلة لا تنطفىء..
لقد فاجأ مخيم جنين العدو عام 2002، بعد ان تمكن سبعين فدائيا بطلا بقيادة ابو جندل من الصمود والمقاومة «15» يوما ، امام اكبر واقوى جيش في المنطقة ، مدجج باعتى وأحدث الاسلحة، تمكن من صد هذا الوحش وتكبيده خسائر فادحة .. اجبرت الجنرال موفاز رئيس اركان جيش العدو حينها ان يتولى بنفسه قيادة المعركة، التي هزت اركانه ومرغت سمعته في تراب مرج ابن عامر .
وها هو المخيم –الرمز كالعنقاء يخرج من الرماد ..ويعلن جاهزيته للتصدي للعدو ..وجاهزية شبابه للاستشهاد.. وكانت العملية البطولية،التي نفذها ابن المخيم «رعد»البار .. قد ارعدت العدو وارعبته..واجبرت الارهابي « نتنياهو» على الاختباء في مكتبه اربع ساعات فيما البطل رعد يتجول في تل ابيب .. وهذه لعمري صفعة مذلة للعدو .. ورسالة للعملاء والساقطين والمطبعين والمفرطين وفحواها: ان الشعب الفلسطيني لا يركع ،ولا يستسلم ، وسيستمر في رفع الراية..راية المقاومةوالاستشهاد ،كسبيل وحيد لطرد الغزاة ، وتطهير كل فلسطين من البحر الى النهر من الصهاينة المجرمين.
مخيم جنين اسطورة المقاومة والصمود ..ومعجزة الحفاظ على الوحدة الوطنية ..وحدة كل الفصائل من اقصى اليمين لاقصى اليسار ..تحت راية قتال العدو.. وفي خنذق المقاومة..وهي ايضا رسالة للسلطة الفلسطينية ومن لف لفها ان تغادر مستنقع «اوسلو» وتمزق ورقة الاعتراف المذل.. المهين ب»دولة» العدو، وتعود الى خندق المقاومة ..خندق فلسطين .. خندق مخيم جنين.. الذي اعاد الحياة للقضية .. واعاد الضياء لوجهها المشرق.. واعاد الاحترام والتبجيل للشعب الفلسطيني وذكر ، بامجاد هذا الشعب .. بثورة 36 وها هو البطل احمدالسعدي الحفيد يستشهد على خطى جده فرحان السعدي الذي اعدم في رمضان ، وقد تجاوز عمره «80» عاما.
المجد والشموخ والكبرياء لمخيماتنا.. وقد تحولت الى مصنع للرجال .. الرجال.
المجد لمخيم جنين وهو يلقن العدو درسا في التضحية والاستشهاد والصمود والمقاومة.. ويخرج من كل الحرائق، كالعنفاء.. اشد اصرارا على المقاومة والاسشهاد .
والخلود لشهداء المخيمات.. ولكل شهداء فلسطين والامة .
..والموت للعدو.
الدستور