«جنين --غزة»..طريق واحد
جنين اليوم تسير على طريق المقاومة،فما واجهته إسرائيل وجيشها واجهزتها الأمنية في غزة قبل انسحابها الكامل عام 2005م تواجهه الآن بمستويات متباينة في الضفةالغربية،ومهما حاولت من عمليات اقتحام وتدمير البيوت واغتيال المقاومين فانها ستجد نفسها أمام حقيقة واحدة..الإنسحاب أو تواصل عمليات المقاومة في تل أبيب وغيرها.
جنين باتت تقود عمليات المقاومة للاحتلال،وباتت العنوان الوطني للتحدي والصمود أمام موجات الإرهاب الاسرائيلي،وكل تهديدات جنرالات الجيش الاسرائيلي باقتحامها وإخراج والد المناضل حازم رعد والتهديد والوعيد لن تثني الأبطال المدافعين عن المخيم والمدينة وقراها من المقاومة، وعلى السلطة الفلسطينية واجهزتها أن لا تكون عونا للصهاينة في اقتحامها أو المشاركة في عمليات الاغتيال وملاحقة المناضلين،وارتباطاتها الأمنية والسياسية سوف تكوّن حالة شعبية ضدها، وسوف تسحب البساط من تحت اقدامها لصالح حركات المقاومة الشعبية،والادانة لعمليات المقاومة يجب أن تقابلها بادانة إرهاب إسرائيل للمدنيين في الضفة الغربية وادانة لعمليات مصادرة الأرض الفلسطينية وادانة لكل الإجراءات الاحادية في القدس المحتلة .
السلطة الفلسطينية خسرت السلطة في غزة منذ 2007م، نتيجة سياساتها ضد شعبها، وإذا واصلت ذات السياسية في جنين وباقي مدن الضفة الغربية فانها ستجد نفسها خارج الارادة والاجماع الوطني وسوف تخسر وجودها في جنين والضفة ولن تنفعها وعودات جنرالات الصهاينة بالحماية والدعم لبقائها، فالشرعية لها مستمدة من شعبها ومن ثقة جماهيرها بها،ففي جنين أول الإختبارات لها في أن تكون مع شعبها ومع المقاومة، وعليها أن ترفع غصن الزيتون بيد وراية المقاومة باليد الأخرى.
إسرائيل ليست بوارد التفكير بالمفاوضات وليست بوارد قبول منح الشعب الفلسطيني حقوقه على أرضه، وليست معنية بالسلام وإنهاء احتلالها للضفة الغربية،واكذوبة أوسلو تناسخت إلى عشرات الاتفاقيات دون تنفيذ، ولهذا لم يعد أمام الشعب الفلسطيني سوى خيار المقاومة لتحرير أرضه من براثن العصابات الإرهابية الصهيونية التي تسرق الأرض وتستبيح كل شيء، وما تصاعد العمليات المشتركة بين جنين والقدس ومدن الضفة إلا تاكيدا على وحدة التراب الفلسطيني، واجماع القوى الوطنية على عنوان المقاومة للتحرير .
«جنين--غزة «..طريق واحد، فالسلطة الفلسطينية خسرت في غزة، لمواقفها المتناغمة مع إسرائيل،وتسير بذات الطريق في جنين وباقي مدن الضفة، وربما أنها ستجد نفسها خارج السلطة طالما أنها لم تتعلم ولم تغيّر من سياساتها ونهجها، والتاريخ الحديث يروي لنا أن إسرائيل انسحبت من جنوب لبنان تحت ضربات المقاومة، وانسحبت من غزة تحت ضربات المقاومة ولن تنسحب من الضفة الغربية إلا بالمقاومة وأن مسارات التفاوض بلغت نهاياتها واضحت عقيمة وعبثية،وأن المقاومة هي خيار الشعب الفلسطيني الأصعب والاصوب في التحرير وإقامة دولته المستقلة على ترابه الوطني.
الدستور