عمرة الخير .. شكرا للملكة
رحلة العمرة التي فوجتها جلالة الملكة هذا العام حملت الكثير من الرسائل الهامة التي يجب الالتفات إليها، واظن اهم هذه الرسائل هو نموذج التكريم الذي حظي به شباب ونساء خدموا الوطن من خلال اعمالهم التطوعية وآباء وأمهات وأخوة لشهداء رووا تراب الوطن بدمائهم وفئات اقل حظا في مجتمعنا كانت هذه الزيارة الأولى لهم إلى بيت الله الحرام وكلهم دخل الفرح إلى قلوبهم واستوطن.
ولا يمكن أن نغفل عن قيمة التماسك الاجتماعي التي تركتها هذه الرحلة التي اجتمع فيها ابناء المحافظات المختلفة في مكة المكرمة حاملين معهم اسم وطنهم ومحبة ولي الأمر وصدقا في الشكر لجلالة الملكة على هذه الفرصة وتوجوا كل ذلك بجهد تطوعي نبيل يقوم على الألفة والتعاون ورعاية من يحتاج الرعاية، ولا شك في أن فكرة اختيار أجيال مختلفة في هذه الرحلة الدينية كان له الدور الأكبر في تعميق هذه الادوار .
ولكي لا أطيل سأشير باقتضاب للأمل الذي تفجر في قلوب المشاركين وذويهم بل وفي قلوب مئات النشطاء في مؤسسات محلية بسيطة بأن هناك من يرصد عملهم ويقيمه وسيأتي اليوم الذي يكافئون فيه وبالتالي تشكلت دافعية كبيرة ونوعية نحو العمل والعطاء في المجتمع المحلي .
أضف إلى كل ذلك رعاية البيت الهاشمي الواحد لمثل هذا النشاط الديني الذي يأتي في ظل ظروف اجتماعية واقتصادية صعبة تمر بوطننا الحبيب والتي تؤشر للعلاقة التي تربط الهاشميين وفي مقدمتهم جلالة الملك بنا ومتابعتهم لشؤوننا في كل وقت وحين.
كما قد تكون هذه الحملة الهاشمية الخيرة توجيها لكل المقتدرين في وطننا لتسيير رحلات مشابهة او مبادرات تكريم نوعية تستهدف الفئات المهمشة وذوي الشهداء والمتقاعدين العسكريين والشباب الواعد في محافظات ومناطق المملكة المختلفة .
ختاما اعتقد أنني الأكاديمي الوحيد الذي شارك في هذه الرحلة وهو تكريم ليس يعلوه تكريم وربما هو إشارة إضافية إلى أن الأكاديميين الشباب هم محل اهتمام ورعاية من جلالة الملكة كما من جلالة الملك وولي عهده الأمين ، وهنا لا بد من توجيه رسالة شكر وتقدير صادقة نابعة من القلب لجلالتها على تكريمي بهذه الرحلة الروحانية المباركة والدعاء بأن يحفظ الله الوطن وقيادته الحكيمة ويحميه من كل مكروه.