اقتحام الأقصى الأخير
لعل رئيس الحكومة الصهيونية بينيت آثر أن يغازل جماعته المتطرفين ممن هم على شاكلته بما فعله بالأقصى في صلاة فجر الجمعة ، وذلك بعد أن غضبوا منه بسبب منعه ذبح قرابين داخل الحرم القدسي ، ولكنه ، ولكي لا يظهر أمامهم بأنه ضعيف ويرضخ للتهديدات الفلسطينية ، ولا يفعل شيئا حيال هجمات الفلسطنيين الأخيرة في تل ابيب وبئر السبع وغيرهما فإنه فعل فعلته في ألأقصى بصلاة فجر الجمعة حينما اقتحم الجنود المسجد وجاسوه واعتقلوا أكثر من 400 مصل داخله وسط إطلاق الرصاص المطاطي ومقذوفات الغاز والدخان والقنابل الصوتية والإعتداء بالضرب على الجميع رجالا ونساء وأطفالا ومن ثم قام هؤلاء باقتياد المعتقلين من مختلف الأعمار بمن فيهم الأطفال إلى مراكز التحقيق والإبقاء عليهم معصوبي الأعين لأكثر من 16 ساعة متواصلة ، بحيث لم يتم إزالة العصابة إلا حين دخول المعتقل مركز التحقيق ، وبالفعل ، تم التحقيق مع المئات واقتياد العشرات إلى المعتقلات الإدارية في السجون المختلفة .
هو استحقاق إذن ، فعله هذا الصهيوني الأشر لإرضاء قواعده والتأكيد على أن منع القرابين وما جرى في تل ابيب وغيرها كان له ثمن اقتحام المسجد وتحت كاميرات العالم .
المشكلة ليست هنا أو هناك ، بل في أولئك السذج الذي صدقوا بأن بينت يريد التهدئة ، وأولئك الذين ذهبوا في تحليل ما جرى مذاهب شتى ، مع أن الحقيقة هي ما ذكرناها عن أن الأقتحام ثمن منع القرابين وحرصا على عدم سقوط الحكومة الساقطة لا محالة .
يتحدث كثيرون عن انتفاضة فلسطينية ثالثة ، ويُعتقد بأن من يطلق مثل هذا الوصف شخص حالم ، لأن اي انتفاضة ثالثة لن تقوم في الضفة الغربية بسبب أن المدن ، وبحكم التنازلات ، باتت مقطعة الأوصال ، وليس هناك من سبيل للثورة الشعبية على الإحتلال سوى على الحواجز ، تلك التي تم الإتفاق بشأنها مع السلطة ،
وعلى ذكر السلطة ، فإنها هي نفسها لن تسمح بانتفاضة ثالثة حتى لو لم تقطع المدن حواجز ومتاريس ، فهي تفهم أن انتفاضة شعبية شاملة ، أو حتى على الحواجز والمتاريس فقط كما هو متاح للفلسطينيين ، يعني سقوطها واختفاء حيتانها ومليارديراتها وشخوصها الذين يناضلون من المكاتب بينما يذبح الشعب الفلسطيني داخل الأقصى وداخل جنين ومخيمها وداخل غزة وكفر ذان وشوارعها وكل المدن والقرى الفلسطينية الصامدة ، فشتان بين شعب يريد الإتعتاق من الإحتلال وسلطة تقدس التنسيق الأمني مع هذا الإحتلال ..
هذا ليس كلاما عابرا في كلام عابر ، بل هو قول فصل كشفه الإسرائيليون أنفسهم ..
إسألوهم ، أو راجعوا تصريحاتهم الأخيرة حول هذا التنسيق المعيب ، وحينها سيظهر لكم العجب في رجب و في غير رجب .
جى بي سي نيوز