الدكتور أحمد الطيبي
لم يدّخر الفلسطينيون جهدا ولا وسيلة ولا دما، إلا وقدموه من أجل الحرية وحماية المقدسات الإسلامية والمسيحية في فلسطين.
خاضوا كل اشكال النضال والقتال، من معركة الآثار والتراث والأزياء والفلافل والقواشين، إلى معارك المقاومة في مختلف سوح المواجهة.
ويقف الفارس العربي الفلسطيني الدكتور أحمد الطيبي، طودا لا يتزعزع، في طليعة المناضلين الفلسطينيين دفاعا عن المسجد الأقصى وعن إقامة الدولة الفلسطينية وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي للضفة الغربية والقدس.
الدكتور أحمد الطيبي مجالدٌ ذو عزم و بأس وشجاعة، وقدرة مدهشة على التعبير والمُحاججة في مختلف المنابر يدحض الرواية الإسرائيلية ويمسح بحامليها الصهاينة البلاط في قلب الكنيست وأمام الميكروفونات المفتوحة على الإعلام الدولي، مما يجعل لوقفته وخطابه العلمي الحار العاقل، المدجج بالحجج، تأثيرا لا يدانى.
المناضل الأبرز الدكتور أحمد الطيبي، تعبير أمين عن الفلسطيني الذي لم تطمس الصهيونية حقوقَه ووجهه ولسانه، وهو تجسيدٌ صارخ صادق، لروح الشعب العربي الفلسطيني الجبار، الذي ظل منزرعا في أرض وطنه، لم تنل منه آلة البطش والتنكيل والاغراء والاحتواء الصهيونية.
الصديق الدكتور احمد الطيبي، أحد الأمناء الكبار من سلالة المناضلين الفلسطينيين الأبطال الذين عبّر عنهم توفيق زياد في قصيدة المقاومة الخالدة:
«هنا على صدوركم باقون كالجدار».
ويجدر أن اسوق هنا حكاية مؤلمة مذهلة كنت طرفا فيها.
عام 1984 عقد اتحاد الصحفيين الدولي مؤتمرا في صوفيا عاصمة بلغاريا، تحت عنوان حماية صحفيي البحر الأبيض المتوسط.
حضرتُ عن الأردن وحضر صابر فلحوط عن سوريا وعمر عليم عن اتحاد الصحفيين العرب، وممثلون عن الدول العربية والأوسطية، وحضر الكاتب الفلسطيني الكبير إميل حبيبي.
ولأول وآخر مرة، اتفق الإخوة الأعداء ممثلو العراق وسورية، وأصروا على طرد إميل حبيبي من المؤتمر، بحجة أنه يحمل جواز سفر اسرائيليا، مهددين بالانسحاب من المؤتمر.
قبل أن يجري التصويت، أعلن إميل حبيبي انسحابه وهو يتطلع في وجوه «اشقائه» العرب الذين خذلوه، حين لم ينقذوه من الاحتلال الإسرائيلي، وحين اعتبروه عدوا إسرائيليا يجب طرده.
تضامنت مع المناضل الكبير إميل حبيبي وطالبت ببقائه في المؤتمر، وسط دهشة «الثوار» مناضلي الكنبة.
المناضل الدكتور أحمد الطيبي والمناضل الراحل إميل حبيبي، وجهان لنضال طويل مرير واحد سيتكلل بالحرية.
الدستور