المواطن أردني
قلم كثيرة هي الأشياء التي ترشدنا إلى ما هو مناسب أو غير مناسب، من أفعال وأعمال بعضها يخدم مصلحة البلد والأخر يضر بها خصوصا في ظل تنامي حركات الشد والجذب ما بين المواطن والحكومة في هذه الأيام. فجميع من يحمل الهوية الأردنية مواطن له حقوق وعليه واجبات وبمعنى أخر الجميع مطالب بتحمل المسؤولية الملقاة على عاتقه وهي الانتماء للوطن ومقدرات الوطن.
ويشهد الجميع بان المواطن الأردني قد ساهم بشكل مباشر في صياغة الحياة بمختلف صورها السياسية والاقتصادية والاجتماعية، للمساهمة في بناء مستقبل الأردن الذي نريد، وتحتم علينا المرحلة الراهنة المشاركة بالآراء التي تخدم المصلحة العامة، فالأردن عندما اختار أن يكون دولة مؤسسات، السيادة فيه للشعب، قد اقر بشرعية الشعب الأردني وإرادته السياسية الحرة في المضي قدما في سبيل التقدم والازدهار في شتى المجالات. ولكن إلى أين يتجه هذا البلد الحبيب في ظل انتشار مجموعات عمل خاصة لكل مجموعة شيخها وطريقتها وأهدافها الخاصة مما شكل في النهاية مجموعات من الأردنيون الذين يحملون الهوية الأردنية مع الأسف عاثوا في الأردن فسادا ونهبوا خيرات البلد وقلصوا فرص التنمية واغدقوا البلد بالديون وان اعتقدوا أنهم استطاعوا الإفلات من العقاب فأين يذهبون من الله سبحانه وتعالى.
وفئة أخرى يتغنون بالوطنية وهم منها براء ويدعون بالانتماء وهم يتسترون خلف أجندة لا تمت إلى ثوابتنا الأردنية بصلة، والطامة الكبرى أنهم يتحدثون باسم الشعب الأردني ( الشعب يريد) كفاكم نفاقا ولعب بالنار وادعاء على هذا البلد فلا يستطيع احد في الأردن أن يتخيل سواء أكان معارضا أم غير معارض تعدد أسماء الحركات التي ظهرت على الساحة الأردنية دفعة واحدة وكأنها موديلات جديدة تغزو الأسواق، محاولة اجتذاب اكبر عدد من المؤيدين ولو من قبيل الصدفة.
في ظل هذه المفارقات ماذا يفعل المواطن المسكين في هذا البلد والى أين يتجه.
وكيف يفكر بالمستقبل وكيف يستطيع أن يغرس قيم الولاء والوطنية بين أطفاله الذين تعصف بأفكارهم تيارات متعددة الاتجاهات، وهل يستطيع التفريق ما بين المواطنة والهوية وهل يعرف بأنها(المواطنة) هي انتساب جغرافي للمكان الذي نعيش فيه، والهوية انتساب ثقافي للقيم والمبادئ التي تتوثق بداخل كل أردني محب لوطنه والتي تنبثق من ثوابت الدولة الأردنية التاريخ والنظام والدستور.
وأتوجه هنا إلى أصحاب التيارات بان يرحموا اطفالتا قليلا فانتم أردنيون فوق كل اعتبار تحملون الهوية الأردنية بكل افتخار، ولا نشكك في ذلك ولكن المواطنة أهم والأردن للجميع.
مسؤولية التردي والضعف في المواطنة تعتبر مشكلة تراكمية تتحمل الحكومات المتعاقبة على الساحة الأردنية النصيب الأكبر منها، فيجب على الحكومة الانتباه لها ومعالجتها وأتباع سياسة الحوار مع الجميع معارضين وموالين وحتى الصامتين يجب على الحكومة أن تنظر في أمورهم علنا نخرج من هذه الدوامة بأقل الخسائر الممكنة وترسيخ ثوابت الدولة الأردنية والتي أساها بان الحكم في الأردن ملكي نيابي وراثي ولا أساس للمساومة على هذه الثوابت . حمى الله الأردن وأبقاه عزيزا كما كان وحفظ الله جلالة الملك المفدى.