نموذج بن غفير و الفشل الأمريكي
الاحتلال يعاني من الإفلاس السياسي والأمني في التعامل مع المقدسيين؛ اذ لم يعد قادراً على كبح جماحهم في الدفاع عن حقوقهم في الأقصى والمدينة قديمها وجديدها.
حملات القمع الشديد والعنيفة التي تجلت في عنفها ووضوحا في اغتيال الصحفية شيرين ابو عاقلة ابنة القدس؛ وقمع المشيعين لجنازتها ؛ لم تمنع المقدسيين من الخروج بالمئات إن لم يكن بالآلاف لتشيع جثمان الشهيد المرابط وليد الشريف ليتكرر المشهد من جديد.
مشهد كان هذه المرة مشحون بارادة التحدي والمواجهة مع الاحتلال معززاً فرضية إفلاس الاحتلال وعقم محاولاته لتهويد القدس؛ فالمشهد المتكرر في شارع صلاح الدين والحي المسيحي من قبل يؤكد على عروبة المدينة وطبيعة انتمائها الحضاري العربي الاسلامي.
صحيح أن حالة الإفلاس السياسي والأمني لم تمنع الإرهابي "ايتمار بن غفير" من اقتحام المسجد الاقصى صباح اليوم الثلاثاء ؛ الا أن بن غفير يعتبر نموذج مثالي للصهيوني المتطرف المازوم العنصري وهي صورة مجانية يقدمها بن غفير ومن معه ؛ يمكن استثمارها في كل المحافل؛ اذ بالامكان ملاحقته في المحاكم سواء الدولية او المحلية في الدول الاوروبية والامريكية وغيرها ومن ضمنها الإفريقية والآسيوية.
بن غفير ورقة رابحة فهو من أبرز المتهمين والمتورطين في حادثة إعدام الأسير دوواد الزبيدي في مستشفى رامبام وهي جريمة حرب محققة ؛ بل والتحريض على قتل المقدسين ومن ضمنهم الصحفية الشهيدة شيرين ابو عاقلة؛ بن غفير ورقة لايجوز التفريط فيها بسهولة؛ فالرجل مثال للارهابي الصهيوني المتطرف العنصري وهونموذج مثالي لحقيقة الكيان انه (كنز استراتيجي يجب الحفاظ عليه).
الإجراءات والسياسات المتبعة من الاحتلال تواجه الإفلاس ويتوقع أن تدفع الإحتلال إلى مزيد من التصعيد والأخطاء القاتلة محرجا حلفائه في امريكا وأوروبا؛ مفاقماً أزمة الائتلاف الحاكم وأزمة الكيان بأكمله في التموضع السياسي والأمني والاقتصادي مستعيناً بالتطبيع أو الأزمة الأوكرانية؛ فالاحتلال ورغم الدعم الأمريكي والأوروبي ومحاولات انقاذه من أزمته وإفلاسه؛ إلا أنها محاولات تعمق أزمته وتزيد عجرفته خصوصا أن الجهود الأمريكية والأوروبية لاتسهم في خفض التصعيد بل في رفع وتيرته.
الخطوات الامريكية المتبعة خصوص تلك التي تبعت اغتيال شيرين وسبقت زيارة بايدن للكيان الاسرائيلي المقام على أرض فلسطين؛ تعكس قدر كبير من الفشل الامريكي في قراة التطورات على الارض في فلسطين الاقليم برمته؛ فهي سياسات محكومة باعتبارت داخلية وليس بقراءة سياسية وأمنية فعلية ؛ ولعل ابرز مظاهر الفشل الامريكي واكثرها وضوحا اخراج منظمة كاهنا الارهابية من قائمة الارهاب الامريكية.
فاخراج منظمة كاهنا الإرهابية من قائمة الارهاب رسالة خاطية للاحتلال وللفلسطينين بالاستعداد لمواجهة دموية ؛ فتحية للغباء الامريكي؛ فالرسالة الأمريكية باتت واضحة باعطاء الضوء الأخضر للصهاينة لارتكاب جرائم تطهير عرقي بحق الفلسطينيين؛ رسالة أمريكية خاطئة تعكس خلل كبير في القراءة الأمريكية للمرحلة وافلاس وفشل أمريكي سيفاقم من أزمة الكيان وأزمة الاقليم؛ فهو خطا قاتل لم ستكتشف الادارة الامريكية مدى كارثيته عمّا قريب.
السبيل