إلزام أخذ المطعوم في "التوجيهي" يحتاج إلى مراجعة
يبدو أن إدارة الامتحانات والاختبارات في وزارة التربية والتعليم لا تتابع الأخبار وإلغاء إلزامية الكمامة في الأماكن المغلقة والمفتوحة، فقد أكدت وزارة التربية أكثر من مرة على إلزامية أخذ الطلبة المطعوم للدخول إلى قاعات امتحانات الثانوية العامة لتقديم امتحانات الدورة الصيفية 2022 (الامتحان العام)، استنادا إلى أمر الدفاع رقم "35" الذي نص على "كل من أتم سن 18 عاما يجب عليه اخذ جرعتي المطعوم، وخلافا لذلك لن يسمح له بالدخول إلى أي منشأة أو مؤسسة رسمية"، ومنها المؤسسات التعليمية.
إدارة الامتحانات شددت على أنه لن يتم السماح لأي طالب بالدخول إلى قاعات الامتحان إلا بإبراز شهادة المطعوم، أو بوجود عذر أو مبرر لعدم أخذه المطعوم، وبناء عليه يتم أخذ القرار المناسب.
قرار الوزارة غريب من جهتين، الأولى أن غالبية من تلقوا المطعوم في الأردن مضى عليهم أكثر من عام على تلقي المطعوم، وبالتالي لا فائدة ترجى منه حاليا في ضوء الحقائق العلمية التي تؤكد على ضرورة أخذ جرعات معززة لبقاء الجسم في مناعة مناسبة ضد الفيروس، وهذا لم يعد مطلبا إلزاميا أيضا.
ووجه الغرابة الثاني، أنه بات بمقدور أي مواطن الدخول إلى المولات والأسواق الكبيرة ووسائل النقل العامة وحتى المستشفيات والمؤسسات الحكومية، دون إظهار شهادة المطعوم، في ظل تراجع أعداد الإصابات والوفيات إلى درجة الصفر.
إلغاء الكمامة قرار جريء، وهو أخطر من إبراز شهادة المطعوم، لأن أخذ المطعوم لا يمنع العدوى، وإنما يقلل من أثارها المدمرة، بينما مع الكمامة من الممكن تفادي الإصابة، إذا كان الأهم قد ألغي فهل يجوز إبقاء الأقل أهمية من ناحية نقل العدوى!
لا أجد أن ما تقوم به الوزارة بخصوص إلزامية المطعوم لطلبة "التوجيهي" له ما يبرره، فهو لن يساعد في محاربة الوباء الذي يشهد أخر أيامه في جميع دول العالم، وسيكون بقاء القرار عاملاً سلبياً على نفسية الطالب وذويه، وعامل توتر في القاعات لا داعي له، خصوصا وأن بعض رؤوساء لجان الامتحان قد يتشددون في هذا الجانب، ويستندون إلى القرار في حرمان طلبة من التقدم لامتحانات الثانوية العامة استنادا إلى قرار تجاوزه الوباء كثيرا.
هذا إذا أخذنا بالاعتبار أن هناك تباعداً مناسباً في المقاعد داخل قاعات الثانوية العامة يمكن من نقل العدوى إن وجدت.
وأظن أن الوزارة لن تتشدد كثيرا في هذا الجانب، لكن بقاء القرار قد يستند إليه بعض من يحفظون التعليمات عن غيب، ويطبقون نص القانون وليس روحه، في إلحاق ضرر بالطلاب.
السبيل