نقترب من الانهيار..
نواجه خطر التفكك ونعيش حالة تقترب من الانهيار ..هذا ما قاله نفتالي بينيت رئيس وزراء إسرائيل في مقاربته التاريخية عن قيام مملكتين لليهود قبل اكثر من الفي عام إنتهت الأولى بعد ثمانين عاما إثر خلافات داخلية وضرائب عالية وانقسامها إلى مملكتين فيما سقطت الثانية بالحرب بعد سبعة وسبعين عاما، ويؤشر على أن دولة إسرائيل الثالثة ربما أنها قريبة من نهايتها الحتمية.
بينيت كغيره من ساسة إسرائيل يدرك أن نهاية دولته قادمة وأن بلوغها سن السبعين عاما قد لا يوصلها إلى الثمانين، وفي سفر حزقيال ورد أن الخطر الداهم على مملكة إسرائيل يأتي من الشمال، فيما تورد نصوص أخرى أن المواجهة الكبري ستكون مع الشرق، وبكل الأحوال فإن بينت كما غيره يتنبأ بما هو طبيعي لكيان غريب لا يمت لتاريخ وجغرافيا المنطقة بشيء.
إسرائيل اليوم تعيش من داخلها انقسامات سياسية حادة، وخلافات دينية لافتة بين كبار الحاخامات، فمنهم من يفتي بعدم اقتحام الأقصى، ومنهم من يجيز اقتحام الأقصى وإقامة القرابين، وكلما زاد التطرف بين غلاة الصهاينة والمستعمرين كلما اقتربت النهاية للدولة القومية اليهودية، ففي داخلها بذور فنائها، وفي جوارها يقارعها شعب جبار، وفي جوار جوارها وعلى حدودها مئات بل آلاف الصواريخ المهددة والمانعة لتمددها بأي إتجاه، كما أن تهديدها لإيران ربما يجرها لمواجهة اقليمية واسعة لا تتوقف إلا بزوالها من المنطقة.
بينت ليس أول وآخر الساسة المتنبئين بزوال كيانه بل سبقه يهود باراك وغلاة المؤسسين من أمثال بن غوريون الذي قال إن بقاء إسرائيل مرهون بالقوة ،وكما هو واضح اليوم فإن وسوسات الحاخامات ومن يعيشون في المستعمرات يقولون علنا أن نسيج المجتمع اليهودي منقسم افقيا وعموديا، وأن تركيبة الدولة الهجينة من الداخل تنبؤ بأن التفكك قاب قوسين أو أدنى خاصة أن اليهود الشرقيين بدأوا في أخذ مواقف معادية من الشكناز، كما أن غالبية المستوطنين باتوا على قناعة بأن المواجهات المتقطعة والحروب المفتوحة، واستعار الغلاء والضرائب ووجود معنويات منهارة تتمثل في زيادة المهاجرين والباحثين عن جنسيات اجنبية، هي مؤشرات خطيرة على تفكك الدولة واقترابها من النهاية المحتومة.
بينيت..يعيش في كفار رعنانا، وهو أول مستوطن يتولى رئاسة الحكومة الإسرائيلية، وربما أنه سيكون الأخير في مسمار نعش الدولة اليهودية، ففي فترة حكمه ازدادت حشودات الاقتحامات للاقصى وازداد التطرف، وازداد هدم البيوت وقتل الفلسطينين بدم بارد بما يؤكد أن هذه الأعمال ستكون وقودا لثورة فلسطينية قادمة قد لا تتوقف إلا بزوال الاحتلال ونهاية الدولة العنصرية في المنطقة،وهو ما ينبىء بأن أقوال ساسة إسرائيل هي من أفعالهم الوحشية وفسادهم في الأرض.
الدستور