أمن العدو واستقراره..
في السياسة؛ قد يحدث ان تسعى دولة ما او دول، وتسهر على سلامة واستقرار وأمن عدوها، لكنها ليست الحالة التي يمكن ان تنطبق على الدول العربية وعدوتها المجرمة اسرائيل، ولو استطاع حلفاء مشتركون بين العرب واسرائيل ان ينشطوا لجمع هذه الأطراف المتعادية في معاهدة سلام، فهو بالتأكيد عمل سام في نظر هؤلاء الحلفاء، لكنهم -الحلفاء- ومهما تفاءلوا، فهم لن يبلغوا هذه الدرجة من التأثير على العرب، لنسيان حقوقهم وأراضيهم المحتلة ومقدساتهم، ويحصلوا على اتفاقية مع العرب واسرائيل لتشن حربا على ايران، والتي لا يمكن بأي حال مقارنتها بإسرائيل، ولا مقارنة اعتداءاتها على العرب باعتداءات اسرائيل.. فإسرائيل كيان مزروع يعتمد الجريمة في تثبيت نفسه، بينما ايران دولة لها جذورها التاريخية كما لها حساباتها ومصالحها.
سيقول قائل بأن العرب أنفسهم اقتتلوا في معارك، وكان المستفيد الأكبر هو اسرائيل، وهذه حقيقة مرة نعرفها، لكن مصلحة اسرائيل لم تكن هدفا لا معلنا ولا مستترا لمشاركة دولة عربية بقتال دولة عربية شقيقة، ومن غير المتوقع ولا المنطقي أن يحدث هذا اليوم، حتى وإن نسقت وضغطت أمريكا على العرب، وحاولت اقتيادهم لمواجهات عسكرية ضد ايران، جنبا إلى جنب مع الدولة المارقة.
إن كان هم بايدن وأمريكا وغيرها هو أمن اسرائيل، واستعداده لتقديم تنازلات لتحقيق الأمن والاستقرار لإسرائيل، فهو أمن واستقرار على حساب العرب وحقوقهم، وتغاض غير مقبول عن جرائم الدولة المحتلة بحق الفلسطينيين والعرب كافة، وهو توجه غير أخلاقي البتة، يتمثل باقتياد الضحية للدفاع الجاني المجرم، لم تفعله أعتى الديكتاتوريات التي عاشت على الكوكب، كيف يتم قتل شعب وتجنيده للدفاع عن قاتله؟ وهل يقبل أي شعب مثل هذا الدور؟.. حتى وإن وجد مثل هذا الشعب فهو بالتأكيد ليس الشعب العربي الحر.
هل سيعلق أحدهم على مقالتي هذه بالقول: أين تعيش أيها الكاتب؟ وسيقول ان مقالتك مكتوبة بفكرة ولغة (مسمارية) بائدة، فاليوم تقوم الدول الاستعمارية بالاستغناء عن جيوشها وتستبدلهم بجيوش الشعوب التي تحتل دولهم، ولا تغامر بخسارة أمنها ورفاه مواطنيها، فالمرتزقة هم من يتكفلون بحماية الامبراطوريات التي لا تتمتع بأخلاق، ويفعلونها بشكل مجاني ومن حسابهم الشخصي وهذه تجليات الهوان والإذلال وفقدان الكرامة ..
الدستور