موقف العرب والعالم من زلزال أفغانستان
أكثر من 1500 قتيل و2000 جريح خلفها زلزال أفغانستان ، وسط صمت عالمي مطبق ، وكأن كل قوانين وبروتوكولات ومهمات وشعارات المنظمات الإنسانية تحجرت على ايدي وجيوب وشفاه اصحابها .
عشرات القتلى لا زالوا تحت الأنقاض بسبب عجز حكومة هذا البلد عن إنقاذ أو إطعام أو دفن القتلى ، أو اسعاف الجرحى ،ويوم الجمعة تم الإعلان عن وقف اي جهود للبحث عن مصابين ومفقودين لا زالوا تحت الأنقاض .
ولكي يتم نفض الحرج عن موقف الولايات المتحدة التي دمرت افغانستان واحتلتها لعقدين من الزمان ، أعلن البيت الأابيض ان الرئيس اوعز للمنظمات الحكومية الامريكية بدراسة الوسائل التي من الممكن أن تقدم بواسطتها مساعدات لضحايا الزلزال ، أي أن من هو تحت الأنقاض عليه أن يموت ، ومن جرح عليه أن يقضي نحبه ومن يتضور جوعا وجروحا فليلحق بأصحابه من الضحايا في انتظار ما ستقرره الوكالات الأمريكية المذكورة التي تسببت حكومتها بكل مآسي هذا البلد ، وليس الأمر مقتصرا على الولايات المتحدة فقط ، بل على كل دول اوروبا وأعضاء النيتو الذين احتلوا افغانستان لعقدين كاملين .
لقد اقام الغرب الدنيا ولم يقعدها على جرائم حرب ارتكبتها القوات الروسية في أوكرانيا ، وعُقدت لأجلها ندوات وجلسات أممية ودولية متعددة وبأزمان قصيرة ومتتابعة ، وانفقت مليارات الدولارات ورصدت مثلها وترصد شهريا ، وحدث ويحدث هذا الأمر للفلسطينيين الذين يذبحون يوميا من قبل احتلال تعترف الولايات المتحدة وأوروبا بأنه يرتكب مجازره في أرض محتلة ، فليس غريبا أن لا يتحرك هذا العالم لنجدة آلاف الفقراء الذين ضرب الزلزال منازلهم الطينية البائسة ، في مشهد يكشف للمرة المليون عن أن كل دعاوى حقوق الإنسان والعهد الدولي مجرد خداع ، وأن كل المواثيق التي وقعت عليها الدول والشعارات التي ترفعها ليست سوى عواء ، وها نحن نرى على الصعيد الأممي " الرسمي " كيف اكتفى ممثل الأمم المتحدة في كابول بتصريحات مقتضبة قال فيها إنهم يقيمون الاضرار .. هكذا فقط ، دون أن يطلب أي مساعدة أو يطلق أي نداء .
وإذا كان هذا هو حال الغرب والشرق حيال كارثة طبيعية حلت بأبرياء فقراء .. وأيضا : إذا كان تغييب الزلزال وضحاياه عن الكاميرات والشاشات والوكالات وقع عن سبق إصرار ، فما بال الإعلام العربي يفعل الشيء نفسه ، أما أن تتذرع حكومات العالم العربي والإسلامي بالعقوبات الأمريكية ، فإن الحالات الإنسانية والأدوية والكوارث مستثناة من هذه العقوبات أصلا ، وكان يفترض أن تتخاطب مع حلفائها في الولايات المتحدة لتسهيل الأمر .
إن الشعب الأفغاني الذي ابتلي أولا بالقاعدة ومن ثم بطالبان وبعدها بالإحتلال الأطلسي الأمريكي وبعدها بداعش وطالبان مرة أخرى هو بشر من لحم ودم ، في داخل كل فرد منه نفخة من روح الله ، وإذا أهملت فاجعته الحكومات الغربية وإعلامها المنافق فإن من واجب الحكومات العربية والإسلامية أن تكون قد هبت هبة رجل واحد لنجدة هؤلاء المساكين ، دون أن يتذرع المتذرعون بأعذار كل واحد منها أقبح من ذنب !. .
جي بي سي نيوز