قانون " نوبك " وبايدن والسعودية
الضجة التي اثارها بايدن وإدارته ضد السعودية تكشفت أسبابها شيئا فشيئا من خلال الصحافة الأمريكية نفسها ، والتي سلطت الضوء على أن الأمر لا يخرج عن التحضير لانتخابات الكونجرس النصفية .
واشنطن بوست قالت : بأن ادارة بايدن كانت على علم بالقرار الذي ستتخذه مجموعة أوبك بلس بشأن تخفيض الانتاج مليوني برميل حتى نهاية 2023 .. وبأن الإدارة طلبت من السعوديين تأجيل القرار شهرا واحدا فقط ، ما فسره المراقبون أن بايدن لم يمانع أصلا بتخفيض الإنتاج ، ولكن مشكلته تكمن في التوقيت ، لكونه يؤثر على الانتخابات .
وصل الصلف إلى التهديد بتفعيل قانون" نوبيك" الذي اقرته إحدى لجان الكونجرس في وقت سابق ، والذي يسمح برفع قضايا في الولايات المتحدة ضد دول اوبك وحلفائها بدعوى التآمر لرفع اسعار النفط في العالم ، دون أن يجيب بايدن عن سؤال طرحه الأوروبيون بخصوص الغاز الأمريكي الذي تضاعفت أسعاره عشرات المرات ، ومن ذلك اتهام وزير الماني للأمريكيين بانهم يستغلون الظروف الحالية ويجنون أرباحا غير عادلة ، رغم الأعذار التي تقول بان شركات الغاز هي شركات خاصة ولا سلطة للحكومة الأمريكية عليها وهو ما لم يقنع أحدا خاصة وأن لدى الإدارة - ووفق القانون -صلاحيات للتدخل بأكثر من وسيلة ، وللهروب المسبق من خسارة الانتخابات وانتقادات أوروبا ركزت الإدارة على قرار أوبك بلاس تخفيض الانتاج لوضع اللوم على هذه المنظمة ، وهو ما رفضته السعودية التي أعلنت وفق بيان صدر عن وزارة خارجيتها بأنها ترفض الإملاءات ، مبينة بأن القرار كان اقتصاديا ولا علاقة له بروسيا التي هي عضو في أوبك بلاس منذ 2016 وإنه لا صحة لتحالف الرياض مع موسكو للإضرار بالأمريكيين .
لقد أظهرت الأيام القليلة الماضية هشاشة التحالف الأمريكي مع دول الخليج وبات التهديد بفرض عقوبات على السعودية ودول أوبك عموما يذكر بما فعلته إدارة أوباما أواخر عهدها عندما وقعت مع ايران اتفاقها الذي نقضه ترمب ، وكيف أن اوباما طلب من الدول العربية والخليج الإقرار بالنفوذ الايراني وبأن أيران لها مصالح حيوية في المنطقة لا بد من مراعاتها ، وها هو بايدن يكرر نفس فعلة أوباما ويهيل مئات المليارات الأمريكية على أيران بمزاعم مختلفة في نفس الوقت الذي يهدد فيه ويتوعد السعوديين .
وللوقوف على ذلك ، فإن كل القراءات تقول بأن الأمريكيين لا يستطيعون تجاهل مصالحهم في السعودية ولا تبعات الذهاب بالعلاقة إلى نقطة اللاعودة .
ومن المفارقات أن وزير خارجية ترمب بامبيو قال في تعليق على هذه التطورات بأن وضع اللوم على السعوديين خطأ فادح ، وإن أمريكا قادرة على زيادة الانتاج ولا يجب المخاطرة بضرب المصالح المشتركة مع هذا البلد المهم جدا ، مضيفا أن بايدن نسي موضوع ايران في غمرة الانتخابات وركز على السعودية .
اجمالا ، فإن تفعيل قانون نوبيك سيضر بمصالح الولايات المتحدة أيضا وسيجعل كثيرا من الدول وخاصة المتضررة منه تبحث عن بدائل سواء في احتياطات العملة الصعبة أو في التحالفات المختلفة ، وهو ما لا يريده اي رئيس أمريكي عاقل ، فهل بايدن عاقل بما فيه الكفاية لكي لا يفعلها ؟!..
جي بي سي نيوز