مؤامرة على وكالة الغوث
انطلق في نيويورك الجمعة مؤتمر لمانحي الأونروا لمعالجة ما تعانيه من نقص حاد في السيولة والدعم منذ سنوات .
ولأن الوكالة الدولية ترعى مئات ألوف اللاجئين في الأردن والدول المجاورة وفلسطين فإن استمرار النقص في الأموال يعني توقف تقديم الخدمات لهؤلاء بما فيها الأساسية .
هذا العام ، 2023 ، تلقت الوكالة ما يقرب من ثلث المساعدات من الدول المانحة ، وهو وضع تعيشه الوكالة منذ عشر سنوات كاملة ، وتنقص موازنتها لهذا العام ما يقرب من 1 مليار و200 مليون دولار .
وللتذكير ، فإن وجود وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين ، يشكل هدفا استراتيجيا للكيان العبري ، والقضاء عليها هو مطلب اسرائيلي بامتياز ، هدفه إلغاء حق العودة ، وشطب حقوق اللاجئين السياسية .
ويحضرنا بهذا المقام ، مواقف الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترمب الذي حجب المعونة عن الوكالة ، بالتوازي مع نقل السفارة إلى القدس ، وقطع المساعدات عن السلطة وسحب ترخيص ممثلية فلسطين ، وهو ما يؤكد حجم المؤامرة على القضية بمؤازرة دول عظمى .
الأردن ، بدوره ، ما انفك ينافح عن الوكالة وحقها في الحصول على كل احتياجاتها ، بل إن مندوب الأردن في الأمم المتحدة محمود الحمود حذر الجمعة من أن لانقطاع الدعم عن الوكالة عواقب وخيمة على مختلف الصعد ، ناهيك عن الجهود التي يقوم بها الأردن على كافة المستويات من أجل مواصلة دعمها للقيام بواجبها الذي حددته القرارات الأممية حيث يستفيد منها حوالي 6 ملايين شخص في كل من الأردن ، لبنان ، وسوريا، والضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية بالاضافة لقطاع غزة .
وكما قلنا ، فإن شطب الوكالة ، يعني التوطين وشطب القضية التي يشكل اللاجئون أهم عناصرها السياسية والإجتماعية منذ احتلال فلسطين قبل أكثر من سبعة عقود .
الأمر جلل ، والقصة ليست شح المال فقط ، بقدر ما هي أهداف مبيتة يتطلب إفشالها تكاتف كل من يهمه أن تظل القضية حية والقدس عربية .
حمى الله الأردن .
د.فطين البداد