وقف ابتعاث دراسة الطب
لعل قرار وزير التعليم العالي الكويتي بوقف ابتعاث دراسة الطب في الجامعات الاردنية بذريعة تدني مستوى التعليم لم يغضب المراكز التعليمية هنا فقط ، بقدر ما أغضب سلطات كويتية رسمية ، اعتبرت قرار الوزير متسرعا ومتخبطا ويضرب مصالح الطلبة الكويتيين في الصميم .
فقد نشرت صحيفة الوطن الكويتية تعليقات لعدد كبير من النواب الكويتيين يعتبرون فيها أن جودة التعليم في الأردن ممتازة ، وأن القرار جاء تنفيعيا لمستثمرين افتتحوا جامعة طبية خاصة في الكويت ، ويهدف لتحويل الطلبة إليها ، مطالبين الوزير بوقف القرار وعدم الإضرار بالطلبة الكويتيين الطامحين لدراسة الطب في كل من الأردن ومصر .
ولأن النواب الكويتيين حملوا عن الاردنيين مسؤولية الدفاع عن دراسة الطب في الأردن خلال الأيام الأولى للقرار قبل أن تبدأ الجامعات الأردنية الدفاع عن نفسها ، ، فإن هذا لا يعني أن تلقي الجامعات مسألة تراجع المستوى وراء ظهرها ، بل إن من أولى مهامها الآن التدليل على أن مخرجات دراسة الطب فيها لا زالت ذات ثقل محترم لدى مختلف دور الدراسات ومراكز التصنيف .
ولأن الشيء بالشيء يذكر ، فإنه يحضرني في هذا المقام تصريحا مهما لعضو في لجنة الصحة النيابية في الأردن الذي قرع الجرس معلنا بأن السياحة العلاجية أيضا باتت في تراجع خطير .
وعزا سبب التراجع بحجم المستشفيات الخاصة الذي وصفه بالكبير ، ويفتقد للتنظيم في ما يتعلق بلوائح الاجور والعمل والوصف الوظيفي ، وهو ما اكدته نقابة الأطباء التي كشف أحد أعضائها بأن النقابة تتلقى يوميا شكاوى على صلة بالأخطاء الطبية والأجور وغيرها .
لقد بدأ الملف بقرار خارجي يقضي بوقف الابتعاث الطبي وانتهى باعتراف داخلي عن الاخطاء الطبية والاجور وتراجع السياحة العلاجية .
إن جودة دراسة الطب في الأردن لا غبار عليها حتى الآن ، ولأجل ذلك فإن الأمر يستدعي ورشة عمل متخصصة لدراسة ما يجري بدل أن نستفيق ذات يوم لنجد أن الخسارة باتت فادحة على جبهتين : السياحة العلاجية ، وطلبة الطب العرب والأجانب .
حمى الله الأردن .
د.فطين البداد