د. يوسف القسوس يستحق التكريم!
- لم اتمكن من حضور حفل تكريم أحد ابرز الاسماء في سجل الطب في الأردن، تلك الشخصية التي خدمت بتفانٍ حين أعطت عصارة انجازها للقوات المسلحة الاردنية التي ظلت من خلال احترافها وما شادته من مؤسسية حاضنة أساسية ومميزة للخبرات الأردنية في كل المجالات سواء في الطب أو الهندسة أو الاتصالات أو الادارة والخدمات ..
لقد كان التكريم الذي أقامه مستشفى عمان الجراحي واعد له الدكتور باسم سعيد مدير المستشفى وكذلك أصدقاء يوسف القسوس ومعاونوه وحتى أولئك الذين عرفوه من بين أبناء شعبنا ممن انتفعوا من علمه وانسانيته ورعايته للمرضى ومتابعته اخبارهم وعقد صداقات معهم ..لقد كان لهذا التكريم أبلغ الاثر ليس في نفس الدكتور القسوس الذي أدى قسطه الوطني ليكون قرير العين بما أعطى وانما في نفوس الذين عايشوه وواكبوا مسيرته من أهله وذويه واصدقائه..
عرفت الدكتور القسوس من سنوات وقد ميزته ابتسامته وطريقته في الضحك وتعليقاته القصيرة الساخرة وحبه للناس وأنا هنا لا أتكلم عن الجوانب العلمية والطبية والادارية فيه فهذا متروك لمثل الدكتور باسم سعيد ومن عملوا مع الدكتور القسوس من مدنيين وعسكريين، وانما عن الجانب الانساني فيه وهو الجانب الواسع الذي يحتاج لمساحات أوسع من التعليق والكتابة..
للدكتور القسوس سجل كبير في الخدمة العامة منذ حمل شعار الجيش العربي على رأسه وخدم طبيباً اختصاصياً للقلب وظل يرتقي الى أن أصبح رئيس أكبر مؤسسة طبية هي المؤسسة الطبية العلاجية ممثلة في مدينة الحسين الطبية التي ظلت تشكل في وجدان الاردنيين وحتى في واقعهم بصمة أساسية من انجازات الراحل العظيم الملك الحسين طيب الله ثراه والذي ظل الدكتور القسوس قريباً منه وأحد الذين أشرفوا على علاجه في سنوات مرضه الاولى..
القسوس الذي أناخ راحلة خبرته في مجلس الاعيان أخيراً وقد جاء هذا الموقع تكريماً له ولفتة ملكية عميقة الدلالة ..فالرجل الذي حضر أصدقاؤه تكريمه وفي مقدمتهم رئيس الوزراء وأعضاء من مجلس الاعيان والوزراء والنواب، أرادوا أن يرسلوا رسالة مفادها أن الأردن والأردنيين المخلصين لا ينسون من أعطى ولا يديرون ظهورهم لمن قدم دون أن ينتظر..
يستحق الدكتور القسوس هذا التكريم وأكثر ويستحق أن يقدم لمجتمعنا كله ولأبناء أمتنا الذين قدروا للأردن دوره وانجازاته في مجال الطب والرعاية الطبية..وما هذه اللحظة التي عاشها الدكتور القسوس وأصدقاؤه في تكريمه الا محطة أولى على طريق تكريم اوسع وأشمل يجعل من سيرته في العمل نموذجاً وقدوة تحتذي بها الاجيال التي يشكل تكريم المميزين من رجالاتنا ربطاً لها في حبها لوطنها واخلاصها لعملها وتأكيدها على ان تظل تقدم صورة الاردن من خلال الانجاز والاسماء المميزة..
لقد كان لانضمام الدكتور القسوس الى أسرة مستشفى عمان الجراحي الدور الكبير في أن توفرت لهذا المستشفى ادارة مخلصة نقلته الى الامام في خطوات واسعة حتى غدا في المكانة التي هو عليها اسهاماً في تسويق الخبرات الطبية الاردنية وامكانياتها على المستوى العربي كله..
يستحق الدكتور القسوس التكريم ويستحق التهنئة متطلعين ان يتعاظم سجل التكريم في بلدنا لنزيد به جمال وطننا واضاءة قسمات وجهه المشرقة وهي الاضاءة التي تمنع كل اساءة أو انتقاص أو تعتيم.(الراي)
