الوزير يسمي مشروع ايلة بالعلامة الفارقة!

- سرني وصف وزير السياحة نايف حميدي الفايز الذي يحب الميدان قوله وهو يتجول في مشروع ( ايلة ) في العقبة انه علامة فارقة حال افتتاحه منتصف العام 2014 في مسيرة المنطقة الاقتصادية الخاصة ومكوناتها اللوجستية والسياحية الجاذبة للاستثمار والسياحة من مختلف العالم..
المشروع الذي اعجب كل من زاره حتى الان اضاف الفايز معلقا عليه بأن عملية ضخ مياه البحر الى بحيرات المشروع والتي من المتوقع ان تكون في شباط من هذا العام ستزيد المساحة الشاطئية للمملكة الاردنية الهاشمية بنسبة تزيد عن 50 % اي بمقدار 17 كم بينما لم يأخذ المشروع من شاطئ العقبة سوى 200م فقط مما سيمنح المشروع رؤية جدية والعقبة صورة مختلفة لا سيما ان موقع المشروع يأتي مباشرة ضمن الطريق المؤدي الى مطار الملك حسين..
الوزير الذي وقف على موقع « تل خليفة « وهو موقع اثري قديم وقد ذكرت في كتابي عن العقبة مدينة التاريخ والمستقبل في سلسلة كتب عن هوية المكان «ان تل خليفة اثر يثبت ان العقبة ( ايلة ) كانت مأهولة بالسكان منذ العصر الحديدي الاول وحتى القرن الاول قبل الميلاد «فترة الحكم الفارسي» وان تل خليفة هذا الذي حرص الوزير ان يحافظ عليه ضمن مشروع واحة ايله يقع بالقرب من الحدود الغربية وقريب من خط شاطئ البحر الاحمر وهو مذكور في الكتب التاريخية القديمة على أنه المكان الذي وصل اليه أسطول سليمان الحكيم مبحراً من صوماليا وعاد بـ (420) قطعة ذهبية...
انظر كتاب «العقبة مدينة التاريخ والمستقبل ص157 لمؤلفه سلطان الحطاب».. اذن تل خليفة هذا كان اقدم مكان لصك العملة في التاريخ ويمكن بعثه من جديد كشاهد على مدى الحضارة التي وصلها المكان وهذا جزء من المشروع السياحي الضخم الذي يستهدفه مشروع ايلة المميز بالفنادق والمنتجعات وملاعب الغولف والشقق السكنية والمكاتب على أرض مساحتها (4300) دونم منها (750) دونماً على شكل بحيرات مائية..
ميزة هذا المشروع الاكبر في العقبة انه لم يتوقف بل استمر العمل فيه رغم الازمة المالية والاقتصادية العالمية وانعكاساتها والمشروع ليس مديوناً ويحرص رئيس مجلس الادارة صبيح المصري على ان ينهي المرحلة الاولى الهامة وهو يحرص شخصياً على أن يعطيه جلّ اهتمامه ومده بكل اسباب الاستمرارية ليحمل العقبة كلها الى مرحلة جديدة تتوج الطموح الملكي في ان تكون نموذجاً وحاضنة لاكبر استثمارات سياحية واقتصادية..
حان الوقت لتفعيل اقتصاديات العقبة بعد هذا البيات الذي لا مبرر كافياً له وان نبدأ من السياحة وأن نترجم كون العقبة مدينة السياحة العربية عن العام الذي انتهى حيث اطلقت الفكرة..فالأمن والبيئة والمناخ والتاريخ والموقع كلها معطيات تعطي المكان أن يقدم منتجاً سياحياً مميزاً ان في وادي رم او البتراء او العقبة نفسها وهو ما اطلق عليه «المثلث الذهبي»..
مطلوب الانصراف الان الى العمل ووقف التشكيك والرطانة والطعن بالمشاريع الناجحة والمميزة والمطلوب حماية هذه المشاريع وخاصة هذا المشروع من التشويه وتمكينه من الوصول الى هدفه وهو ما تسعى له منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة ومفوضيتها التي ترى اضافة نوعية
زيارة الوزير جاءت في وقتها وقد أثارت جملة من الموضوعات الهامة تتعلق بتعظيم السياحة العربية والعالمية للعقبة واعادة تدفق الافواج السياحية اليها كما كان الامر قبل عدة سنوات حين كان زيد نفاع من بودابست يزرع العقبة بالافواج السياحية المتواصلة ..
للعقبة موقعها المميز ومعابرها التي يجب ان تُفعّل وتخدم بالتسهيلات وجعل صورة الاردن جاذبة ومشرقة وحضارية..وأن يكون البحر الاحمر بحراً سياحياً عنوانه العقبة وامتداده شواطئ تنعم بالامن والسياحة بعيداً عن كل العوائق..
نراهن ان يعرب الوزير الفايز جملة السياحة الاردنية ويجعلها مقروءة وقابلة ان تشكل عنواناً أردنياً يحمل رصيداً من الثراء والمصداقية وهذا ليس بعزيز ان توفرت الارادة والاخلاص وتوظيف المكان واعادة انتاج الواقع وتخليصه من كل احباط واعاقة وعقبات..
نعتز بمشروع «ايلة» وننتظر يوم الاحتفاء وفوز رهان من وقفوا معه وتحملوا الكلف العالية فيه مؤمنين بوطنهم وشعبهم وقدراتهم.(الراي)