المحجوب في تاريخ سورية

- تتراوح المدة الزمنية التي يطرحها معارضو الخارج السوريون لمحاكمة النظام الحالي بين اربعين عاما (تبدأ مع حكم الاسد الاب) وبين نصف قرن تقريبا. تبدأ مع اذار 1963 والادق ان تبدأ مع عام 1961 عام الانفصال فماذا عن هذه المحطات والمسؤولين عنها حقا:
1- سنبدأ مع عام 1961 الذي تهرب منه كل القوى (المعارضة اليوم) وهو عام انفصال سورية عن الوحدة مع مصر جمال عبدالناصر, فغالبية هذه القوى المعارضة متورطة في الانفصال من الشيوعيين (الراديكاليين) الى البعث واجنحته المختلفة في الحكم وخارج الحكم (جماعة اليمين وجماعة اليسار) الى الاخوان المسلمين.
وكان على هذه القوى ان تكافح لتصحيح الوحدة من الداخل وليس الى تخريبها بالتنسيق مع الامريكان والرجعية العربية كما يحدث من تنسيق اليوم.
2- لم تكن حركة اذار 1963 حركة البعث وحده بل كانت حركة بعثية ناصرية بمشاركة كل البعثيين وكل الناصريين في الحكم والجبهة الوطنية (الكرتونية) الحالية الحاكمة وخارجها.
3- ليس الجناح الثالث في البعث (جناح حافظ الاسد) هو الذي ادخل الجاسوس الاسرائيلي- كوهين الى دمشق بل الجناح الاول.
4- وليس جناح الاسد هو اول من ادخل الجيش الى حماة وقصفها بل (الجناح السني) وكان عبدالحليم خدام محافظ حماة, ونور الدين الاتاسي وزيرا للداخلية.
5- ليس حافظ الاسد (وزير الدفاع انذاك) من اعلن سقوط الجولان من الاذاعة بل اعلامي هارب في دولة (رجعية) ترعى مجلس اسطنبول اليوم.
6- وقبل ذلك وعندما وقعت حركة 23 شباط 1966 داخل الحزب نفسه كان على رأسها ثلاثة اطباء خدموا في الثورة الجزائرية وحاولوا مع الجنرال صلاح جديد انتهاج الاسلوب الفيتنامي فكان عدوان حزيران 1967 استباقا لذلك.
7- ان الذي دعم حركة حافظ الاسد ضد المجموعة اليسارية 1970 خليط من القوى المؤيدة لقرار (242) والمعادية لليسار الراديكالي ومنهم جماعة الاخوان المسلمين, ومدينة حماة عن بكرة ابيها.
8- في عام 1976 وخلال الحرب الاهلية اللبنانية وفيما يخص مخيم تل الزعتر, لم يدخل عسكري سوري واحد المخيم الذي كان داخل طوق الحصار السوري مع عشرات المواقع وكنت شخصيا احد المحاصرين في المتن الاعلى, فقد سقط المخيم بعد ان طلب ياسر عرفات من قائد المخيم (ابو احمد) الانسحاب ثم حاكمه واعدمه لسبب اخر (علاقته مع التمرد اليساري داخل فتح بقيادة ناجي علوش).
9- فيما يخص مذبحة حماة وتدمر, وبصرف النظر عن ظروف المعارضة المسلحة انذاك بعد رفض سورية اتفاقية كامب ديفيد ومشروع ريغان وما ادى اليه من عدوان صهيوني على لبنان وفرض كامب ديفيد اسرائيلي على اللبنانيين (اتفاق 17 ايار) الخ فان الذي اشرف على هذه المذابح هو رفعت الاسد, احد اركان المعارضة السورية في الخارج وله ممثل في (المجلس الوطني) وهي لاحقة لمذبحة حلب (ضابط طائفي اباد عشرات الضباط الصغار (العلويين).
10- فيما يخص (حفر الباطن) والعدوان الثلاثيني الاطلسي- الرجعي على العراق ماذا عن دور عبدالحليم خدام, حليف المعارضة الخارجية التي تدعو الى (حفر باطن) ضد سورية على لسان رضوان زياده ومحمد العبدالله وسمير نشار (كلهم في المجلس الوطني, وحيث يتباهى كثيرون بانهم عارضوا (حفر الباطن) فلا بأس من القول انني شخصيا وقعت على بيان ضده من قلب دمشق مع المناضل البحريني, سعيد سيف, والمناضل القومي العراقي عبدالجبار الكبيسي.
11- لنتذكر ايضا ان (ربيع دمشق) الذي اسس (لربيع المعارضة السورية الحالية في الخارج) جاء بعد العدوان على العراق وفي نفسه شيء من هذا العدوان, ذلك ان اعلان ذلك الربيع لم يقل كلمة واحدة عن المقاومة العراقية..
12- وليكن معروفا اخيرا, ان سورية كما غيرها تحتاج الى ربيع حقيقي ديمقراطي تعددي, عروبي مقاوم لا مكان فيه لاحتكار السلطة من قبل زعيم او جهاز او حزب ولا مكان فيه لرائحة الدولارات والريالات والنفط والغاز وفتاوى التكفير والقتل على الهوية المذهبية.(العرب اليوم )