فانتازيا

- في زيارة جماعية مع وفد من الاعلاميين والسياسيين والمثقفين العرب, وردا على الجميل, ووفاء بوفاء, للمواقف الديمقراطية والوطنية لعدد من البلدان النفطية, تشرفنا بزيارة واسعة النطاق لمكاتب الاحزاب والنقابات والبرلمانات في تلك البلدان, وكانت كلها منتخبة بصورة ديمقراطية شفافة نزيهة تفسر جانبا من حماس هذه البلدان للربيع العربي...
وكانت البداية مع دولة مشهورة بالغاز والفضائيات التي اكتسحت اعتى وسائل الاعلام في العالم, وكانت المفاجأة السارة الاولى انها عندما تتحدث عن السيادة والاستقلال والديمقراطية للشعوب المنكوبة بالدول الشمولية, فهي عند هذا الحديث قولا وفعلا:
1- فرغم الدعاية المغرضة لاصحاب اللغة الخشبية والقومجية التي أكل الدهر عليها وشرب, فلم نشاهد اية قاعدة عسكرية امريكية في تلك الجزيرة.
2- ورغم الدعاية المذكورة ايضا واسئلتها المشبوهة الثقيلة الدم عن وجود اي شكل من اشكال الديمقراطية (احزاب- نقابات, برلمان) فليس صحيحا ان هذا البلد لا يملك الا الغاز والفضائيات ودوري كرة قدم من المحترفين المجنسين.
فقد زرنا مكاتب عشرين حزبا, من اقصى اليمين الى اقصى اليسار, وشاركنا في اضراب عمالي لاتحاد نقابات العمال, وزرنا صحافة المعارضة التي تتحدث عن الفساد وهدر اموال الدولة, ذات اليمين وذات الشمال.
كما زرنا البرلمان والتقينا نوابا معارضين متطرفين يتساءلون عن الشرعية والتوريث والفساد, ويدعون لالغاء المكتب التجاري للعدو الصهيوني ووقف اي شكل من الاستثمار في مشاريعه...
وختمنا جولتنا بلقاءين من المستوى الفكري الرفيع, الاول مع شيخ المشايخ وفتاوى المؤلفة جيوبهم, والثاني مع عضو الكنيست الاسرائيلي) الذي صار عنوانا للهوية القومية والربيع العربي..
بعد تلك الجولة الديمقراطية في بلد الغاز والفضائيات والشفافية وبعد ان تأكدنا من انه يخلو تماما من اي وجود امريكي- صهيوني, غادرنا بيمن الله ورعايته الى بلدان اخرى ضارعين الى الله, جلت قدرته, ان يحميها من حسد الحاسدين والشموليين والخشبيين من بقايا اليسار والقوميين..
فاتني ان اذكر شيئا عن إرم ذات العماد عن كتاب (ام القرى) للمفكر العربي, عبدالرحمن الكواكبي عندما تخيل شيئا من هذا القبيل قبل قرن تقريبا, فالذكرى تنفع المؤمنين.(العرب اليوم )