مع سورية وشعبها الى الأبد

- صنفان من الخطاب العربي الموجه الى العالم عبر مجلس الأمن, سهرنا معهما مساء أول أمس الثلاثاء: الأول خليجي (بالاشتراك مع الجامعة العربية), والثاني عربي سوري.
ترى لو أتيح لنا أن نوزع مشاعر الكرامة من جهة, والخزي من جهة أخرى, التي انتابتنا خلال الاستماع لهذين الصنفين من الكلام, فكيف سيكون التوزيع?
لا جديد في نمط الاطلالة عند صاحبي الخطاب الأول, بل لا جديد في طبيعة النظرات وتعبيرات الوجه ونبرة الكلام وطريقة الانفعال, فقد اعتدنا عليها وهي تجري في حضور السيد الأمريكي, وهذه المرة كان هناك مزيج من الاستجداء والاستقواء والرعونة حيناً, ولكنها رعونة مستندة الى الاحتماء بحضور السيد ذاته.
غير أن الجلسة ككل, والتي تذكرنا بلا شك بجلسة مماثلة قبيل غزو العراق, شكّلت مثالاً جديداً على أن أمتنا العربية هي أمة معارك كبرى, والغريب أن ذهن وعقل هذه الأمة لا يتجليان إلا في مثل هذه المعارك.
لقد استحضر المتحدث السوري أبرز وأنبل التجارب العالمية في مواجهة الاستعمار والاحتلال والظلم والاضطهاد, ولا عجب أن أسماء مثل غاندي وهوشي منه وبوليفار وعبدالقادر الجزائري وجمال عبدالناصر وسلطان باشا الأطرش وغيرها, كانت حاضرة في ذهن المتحدث السوري في تلك اللحظة. لقد قدّم مرافعة سورية وعربية وعالمثالثية وإنسانية جديرة بالاحترام فعلاً, سيما أن ذلك تم بمواجهة الخطاب العربي والدولي الآخر.
العرب جميعهم اليوم بحاجة الى سورية, ولن يكون النظام السوري جديراً بحكم هذا البلد الكبير إذا لم يحافظ عليه بصورته التي في قلوب أبناء الأمة.(العرب اليوم)