إطلالة السيد نصرالله.. بعين متفرج أردني

"فتش عن اسرائيل", هذا ما نصح به السيد حسن نصرالله مساء الخميس الماضي, لكي نفهم ونفسر الكثير مما يجري حولنا في بلاد العرب.
ربما بسبب هذا المبدأ البسيط ظهر السيد حسن كعادته منسجماً وواثقاً, بل وقادراً على نقل قدر من ذلك الانسجام وتلك الثقة الى قسم من الجمهور, وبالذات لا يوافقون على فكرة تأجيل العداء لإسرائيل, والذين يرون أن إسرائيل عدو "ممارس" وليس مجرد حامل لمؤهلات العدو, ولا يمكن له أن يكون عدواً "عاطلاً عن العمل", أو أنه في فترة استراحة أو أجازة من عدوانيته, بانتظار التحولات في المنطقة كما يعتقد بعض "الثوار الجدد".
ما الذي تعنيه نصيحة السيد حسن من زاوية نظر أردنية? أقصد زاوية نظر وطنية وعربية وإسلامية, بالمعنى غير المزور لكلمات الوطن والعروبة والاسلام?
لم تستطع سنوات عدة من العمل على تشويه صورة مقاومة حزب الله أن تنجز الكثير على المستوى الشعبي العربي والأردني, غير أن السنة الأخيرة أخذت تشهد صنفاً جديداً من التشويه والتشكيك بعناوين مختلفة سعياً للتأثير على شعبية, بل وصل الأمر الى الهتاف ضد الحزب كما حصل مؤخراً مع وصول نواب من الكويت الى الأردن يحملون معونات الى "الأشقاء" السوريين, وقد بدا ذلك الهتاف كجزء من طقوس زيارة الوفد.
علينا أن نتذكر أن حزب الله حقق أكبر إنجازاته في تحرير الجنوب عام 2000 وهو في أدنى درجات شعبيته, فحينها كان التيار السائد عربياً على المستويين الرسمي والشعبي, هو تيار المصالحة والتسوية مع العدو, وكان الحزب يقوم بعملياته في التسعينيات وسط سخرية "الثوار" السابقين, بل إن حدث التحرير ذاته طاله الكثير من التشكيك. وعلينا أن نتذكر أيضاً أنه خلال الأيام الأولى من حرب تموز 2006 كانت الثقة بالحزب ضعيفة حتى على المستوى الشعبي, وهو لم يستعد تلك الثقة إلا بصموده مع مرور الأيام ثم انتصاره.
هذا باختصار يعني أن الحزب لم يقم بمهمة مقاومة العدو وهو ينظر الى "الشعبية" أو وهو معتمد عليها, رغم أنه لا ينفي أهميتها بالطبع.
اليوم, ومن أجلنا نحن, ومن اجل قضايانا نحن, لا من أجل حزب الله, دعونا نفكر بالأهمية الخاصة أردنياً لنصيحة السيد حسن: "فتش عن اسرائيل".
(العرب اليوم )