هل يؤجل الخصاونة زيارته الى بغداد؟

تم نشره الثلاثاء 21st شباط / فبراير 2012 12:23 صباحاً
هل يؤجل الخصاونة زيارته الى بغداد؟
ماهر ابو طير

- تنوي الحكومة اجراء اتصالات مع العراق من اجل ترتيب زيارة قريبة الى بغداد،وهي ليست اول زيارة لرئيس حكومة اردنية وفريقه الى العراق،بعد سقوط نظام صدام حسين،اذ سبق هذه النية،زيارات فعلية لعدد من رؤساء الحكومات السابقين.

هناك تثاقل في مستوى العلاقات الاردنية العراقية؛ لان بغداد الرسمية،لاتنفتح على الأردن بشكل كبير،وبرغم كل المحاولات لرفع منسوب السخونة في هذه العلاقات،الا انها بقيت أسيرة للتجمد الجزئي،لاعتبارات كثيرة.

ذهب رؤساء حكومات قبل الخصاونة الى بغداد،ولم يحققوا الا نتائج بسيطة،على صعيد كميات النفط،واسعاره،وبقي الأردن،محطة غير مفضلة للنظام العراقي الجديد،باعتبار ان هناك اولوياتٍ تبدأ بإيران وتركيا،وتنتهي بدول اخرى.

ملفات اخرى بقيت عالقة بين الجانبين،لاعتبارات مختلفة،ومن هذه الملفات ملف المعتقلين الأردنيين في العراق،وملف الديون الأردنية على العراق،التي لم يتم حلها كلياً حتى الآن،وملف العلاقات الاقتصادية بين البلدين.

الحكومة الحالية تريد ان تجرّب على ذات الجبهة؛ لعل فتحاً مبيناً يتم على مستوى العلاقات بين البلدين،والواضح ان النجاح منذ هذه الايام سيكون جزئياً،لان رئيس الحكومة العراقية،وبقية التركيبة السياسية في العراق الجديد غير مندفعين تجاه الأردن.

بغداد الرسمية تتأثر سراً وعلناً بمواقف الايرانيين،من الأردن،ومصالح السوريين،ومنافع التبادل التجاري مع تركيا،وهناك تيار في الدولة العراقية يعادي الدول التي كانت على علاقة حسنة بالنظام السابق.

فوق ذلك للعراقيين مطالب كثيرة لايتم الالتفات اليها هنا،ومن هذه الملفات ملف اقامة العراقيين وغرامات اقامتهم،وملفات اخرى،وبرغم ان مبدأ المقايضة السياسية بين الطرفين يبقى وارداً،الا انه يمكن القول: ان التثاقل يبقى عنواناً لهذه العلاقات.

بغداد على مشارف عقد قمة عربية،وهي قمة لم ُيحدّد بعد مستوى التمثيل فيها،عربياً،خصوصا،في ظل العداوات الكامنة بين الحكومة العراقية،وعدد من الدول العربية البارزة في الخليج العربي،وعلى هذا يبدو توقيت الزيارة ضاغطاً.

السبب في ذلك ان خفض التمثيل الأردني في القمة العربية اذا حدث تماثلا مع دول عربية كبرى،سيؤدي الى اضرار ارتدادية على محاولات تحسين العلاقات بين بغداد وعمان،ومن مصلحة الأردن هنا،ان يكون تمثيله على أعلى مستوى.

هذا طوق نجاة للعلاقات بين البلدين،ولااحد يعرف توقيت الزيارة ومتى سوف تتم،لكننا نعرف انها زيارة ستخضع لضغوطات كثيرة،ولقراءات مختلفة،في هذا التوقيت بالذات لاعتبارات عراقية وعربية وأردنية ايضاً.

اذا لم يكن رئيس الحكومة واثقاً أنه سيعود بشيء في يديه،من زيارة بغداد،فإن من الأفضل تأجيلها،حتى لاتصب كلفتها الخاسرة في رصيد حكومته،خصوصاً،ان الجميع سيواجهون الخصاونة بسؤال واحد حول منافع الزيارة وجدواها.

سؤال مفهوم فقد اعتدنا تاريخياً ان نتبغدد في بغداد!!.
 
(الدستور)



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات