ثمن الوصول إلى السلطة
صدق زكي بني ارشيد القيادي في حركة الإخوان المسلمين عندما اعترف لإذاعة بي بي سي العربية بأن الإخوان المسلمين في الأردن يسعون إلى الحكم وإن من الجنون الاعتقاد بخلاف ذلك.
سعي الأحزاب والحركات السياسـية للوصول إلى السلطة عمل مشروع ، ولكن لا يجوز أن يكون ذلك بأي ثمن ، فالأصل أن المقصود بالوصول إلى الحكم تحقيق الأهداف والمبادئ والشعارات التي ينادي بها الحزب ، فمن غير المقبول والمنطقي أن يكون ثمن الوصول إلى السلطة هو التخلي عن الاهداف والمبادئ والشعارات التي كان ينادي بها ، والتي ضمنت له الشعبية وبالتالي الفوز في انتخابات نزيهة حرة.
نقول هذا بمناسبة ما نشهده هذه الأيام من سياسة الغاية تبرر الوسيلة في سلوك منظمات الإخوان المسلمين ، ليس في الأردن فقط بل في البلدان العربية الأخرى كمصر.
أول التضحيات التي قدمها الإخوان المسلمون هو التفاهم مع أميركا ، وبالتالي قبول شروطها ، مع أن أميركا كانت الشيطان الأكبر وحليف إسرائيل وعدو العرب في نظر الإسلاميين.
وثاني هذه التضحيات اللجوء إلى العنف لقلب أنظمة الحكم والحلول محلها كما يجري الآن في سوريا. ومن المشكوك فيه أن من يصل إلى السلطة بالعنف يمكن أن يتخلى عنها بغير العنف.
وثالث هذه التضحيات ليس الاعتراف بإسرائيل فقط بل التعهد باحترام معاهدة السلام معها ، كما أعلن الإخوان في مصر مع أن حناجرهم كانت قد ُبحت في الهتاف ضد المعاهدة والمطالبة بإلغائها لإحراج الحكام أمام شعوبهم.
ليس هذا فقط بل تعهد الإخوان في مصر باستمرار تصدير الغاز والبترول إلى إسرائيل بالأسعار التي كان نظام حسني مبارك قد وافق عليها وتجري محاكمته عليها باعتبارها خيانة وطنية وتفريطاً بحقوق الشعب.
لم يقف الأمر عند هذا الحد ، فالإخوان في مصر يبذلون جهوداً مضنية لإقناع زملائهم السلفيين في حزب النور بوصف الدولة دستورياً بأنها مدنية ، (أي علمانية) وأن الشعب مصدر السلطات ، وأن القوانين الوضعية سوف تستمر ويتم الالتزام بها.
ترى هل يرفض الإخوان في الأردن إقامة الوطن البديل وحل معضلة إسرائيل الديمغرافية على حساب الأردن تحت عنوان رفض فك الارتباط ، إذا كانت الجائزة استلام السلطة؟!.
(الراي)
