علاقة المثقف بالسلطة تجسير أم تبعية؟

تم نشره الجمعة 24 شباط / فبراير 2012 12:12 صباحاً
علاقة المثقف بالسلطة تجسير أم تبعية؟
د. فهد الفانك


ثنائية المثقف والسلطة ليست موضوعاً جديداً ، ولكنها ما زالت تثير النقاش والحوار بين المثقفين أنفسهم وليس بينهم وبين السلطة التي تخطب ودهم. وقد سبق أن عقد منتدى الفكر العربي قبل أكثر من ربع قرن ندوة في عمان حول الموضوع دارت حول ورقة عمل أعدها الدكتور سعد الدين إبراهيم بعنوان تجسير الفجوة بين المثقف والسلطة.
هذا الموضوع ما زال حياً لم يستنفد أغراضه بعد ، بدلالة أن أول ندوة في مهرجان التراث والثقافة بالجنادرية هذا العام دارت حول نفس الموضوع ، وتحدث فيها أربعة من وزراء الثقافة السابقين في الأردن وتونس والمغرب وقطر، ودار حولها حوار مطول لم يسفر عن نتائج.
ينطلق الحوار من فرضية أن الحكام ليسوا مثقفين ، وأن مجرد قبول المنصب الوزاري يخرج المسؤول من حظيرة الثقافة ويحشره في حظيرة السياسة.
هذا ليس صحيحأً بالمطلق ، صحيح أن هناك مسؤولين نصيبهم من الثقافة متواضع ، ولكن أغلبهم من المثقفين الفاعلين في الحياة الاجتماعية ، وقد صعدوا إلى المستوى السياسي من أجواء الصحافة والإعلام والجامعات ومدراء البنوك والشركات.
قبل ربع قرن ، عندما بحث الموضوع في منتدى الفكر العربي بعمان أسفر الحوار عن مطالبة المثقفين بإيجاد جسر بين الجانبين يمكن أن يكون في حده الأقصى جسراً ذهبياً وفي حده الأدنى جسراً خشـبياً. وتواضع أحـد المثقفين الكويتيين بمطالبة الأنظمة العربية بالسماح للمثقف بإبداء رأيه وليس بالضرورة قبوله والعمل به.
ما حدث منذ ذلك التاريخ أن المثقفين العرب قطعوا الجسر وانضموا إلى حاشية السلطان تحت تأثير الترغيب والإغراء في معظم الحالات وخاصة في الأنظمة المعتدلة ، والترهيب في بعضها الآخر وخاصة في الأنظمة الثورية ، وأصبحوا بفضل سياسة العصا والجزرة أدوات لبناء شرعية المسؤول ، ولا عجب في ذلك ، فالمثقف ليس منزهاً عن الانتهازية.
بالمناسبة هناك خلاف حول الدور الذي لعبه المثقفون في الربيع العربي (2011) ، فهل كانوا مبادرين وقادة طليعيين ، أم أنهم التحقوا بالثورة وركبوا موجتها عندما رجحوا أنها ناجحة ، أم أنهم كانوا في المعسكر المضاد وعملوا على إجهاض الثورة حفاظاً على مكاسبهم المستقرة مع الأنظمة الساقطة؟.
أغلب الظن أنهم تـوزعوا بين كل هـذه التوجهات فهم ليسوا من معدن واحد.

(الراي)



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات