الامة والقومية عربيا

- ناقش ملتقى الثلاثاء في رابطة الكتاب الاردنيين مفهوم الامة والقومية عربيا واطلق, كما يبدو نقاشا لم يتوقف حول تلك الحوارية التي ادارها وقدم لها الزميل هشام عوده, ومن ذلك تعقيبات على مداخلتي في تلك الحوارية التي اعيد تلخيصها من باب اغناء هذا الجدل:-
1- ان المفهوم القومي نفسه, ليس مفهوما عرقيا, فهو فيما ارى مفهوم تاريخي اجتماعي, اقتصادي, ثقافي صاهر لكل المكونات المستقرة الوافدة التي تنصهر فيه..وهو حالة سيرورة مفتوحة تتناوب فيها المكونات الاساسية الاهمية وعلى نحو جدلي فيما بينها, وهي اللغة والارض والتاريخ والسياق العام (الاقتصاد المركزي سواء كان قبل رأسمالي او كان رأسماليا (حسب ستالين).
2- لا يمكن فصل مفهوم الامة عن مفهوم القومية, فهما متلازمان لكنهما ليسا شيئا واحدا.. فالامة هي الحالة الموضوعية, الواقعة التاريخية, الظاهرة بذاتها, فيما القومية هي الوعي بالامة, اي الظاهرة لذاتها.
3- عربيا, مر هذا المفهوم بثلاث مراحل, المرحلة الزراعية, والمرحلة التجارية والمرحلة الصناعية, الاولى سبقت الاسلام فيما عرف بنمط الانتاج الاسيوي او النهري (الحاجة الى سيطرة عامة على النهر) مما عزز فكرة السلطة المركزية والايديولوجيا التوحيدية, خاصة في بلاد الرافدين (العراق) ومصر القديمة (اخناتون خصوصا) وقد شكلت هذه التجربة الاساس النظري للقوميات (الضيقة) كما هي عند بعض القوميين السوريين المفتوحين على العروبة وعند قوميين مصريين مفتوحة على العروبة ايضا (مصر الفتاة).
اما المرحلة الثانية فهي مرحلة النمط الايلافي (ايلاف) كما كرسها الاسلام ووسع النطاق القومي الى مجال ارحب, لكن مقابل الجماعات الزراعية القديمة شكلت القبائل والحواضر التجارية رافعة مزدوجة لهذا المشروع وليس بلا معنى انتكاسة المشروع المذكور مع تحولات طرق التجارة الكبرى وصولا الى اكتشاف رأس الرجاء الصالح.
وقد فقد العرب القدرة على الدخول في المرحلة الثالثة في محطاتها المختلفة بسبب التدخل الاستعماري لا سيما ضد القاعدة الجديدة لمشروع الامة, مصر, فقد حطم هذا التدخل تجربة محمد علي بتوحيد مصر والشام ثم حطم تجربة جمال عبدالناصر ومنعه من هذه الوحدة ايضا.
(العرب اليوم )