حادثة ايناس وأخلاق شباب الحراك

- بيان غير موفق أصدره الأمن العام بخصوص حادثة الاعتداء على الطالبة ايناس مسلم, وهو بيان موجه للرأي العام, ولكنه يحتوي على تفاصيل شخصية في تحقيق لم يكتمل بعد.
أدرك معنى أن يجد جهاز الأمن نفسه محاصراً بتهمة قد يكون بريئاً منها, ولكنه في الأصل جهاز دولة ويفترض أنه لا ينفعل بالطريقة التي ينفعل فيها الأفراد. ودعوني هنا أقدم شهادة لوجه الله, بأن أجهزة الأمن الأردنية عموماً, كان لها, في مجال القضايا ذات الأبعاد السياسية, تاريخ أخلاقي محترم نسبياً مقارنة بمثيلاتها في كثير من الدول الشقيقة والصديقة. ويكفي للتدليل على ذلك أنه من النادر أن تتشكل أحقاد شخصية او ثارات بين أجهزة الأمن ومعارضي الحكم.
لكن اسمحوا لي بالمقابل أن أقدم شهادة على أخلاقيات الشباب المشاركين في "الحراك"حيث تابعتهم في أكثر من موقع, وقد نظرت اليهم باعتبارهم تصحيحاً لحالة التشرذم واجواء العنف والضياع التي سادت في اوساط الطلاب في السنوات الأخيرة, ويفترض أن الدولة وأجهزتها تنظر الى ذلك بعين إيجابية أيضاً, فصحيح أن الحركات ذات الأهداف السياسية قد تستهدف حكومة أو حكومات, لكن العنف الاجتماعي يستهدف البلد والمجتمع ككل.
بصورة عامة فإن الأداء الأخلاقي للشباب المشاركين في التحركات ممتاز, ويندر أن كانت هناك ممارسات صادمة لتقاليد وأخلاق المجتمع, وهي حين تحصل فإنها تستوعب كجزء من متطلبات العمر.
أمس, وأثناء كتابة هذا المقال, بحثت بسرعة على الشبكة ووصلت الى بعض ما كتبته هذه الطالبة من أفكار بسيطة, وقد أحزنتني فقرة كتبت بلغة عادية سأنقلها لكم حرفياً, وهي منشورة قبل أكثر من شهرين وموضوعها عن عمان:
"بلدنا.. آمنة بأهلها الذين إذا ما رأوا فتاة تمشي وحدها في الشارع ليلاً تركوها وشأنها مدركين أنها ابنتهم, مملكتنا آمنة بنا ولا خطر عليها إلا من أولئك المفسدين الجالسين على كراسيهم. عمّان حلم قديم يراودني منذ كنت طفلة كما أنا الآن, عمّان ما أجملك, إنما حالي بك كقول السيدة أم كلثوم "واحشني وإنت قصاد عيني"...!
انتهى الاقتباس, وأعتقد (والله أعلم) أن اعتذاراً ما يجب أن يقدم لهذه الطالبة.
(العرب اليوم )