عن القدس.. هل تسحب الدوحة الورقة الإيرانية!

- جرى الاتجار بقضية القدس وما زال في خضم تلاطم المخلصين مع غير المخلصين حيث تحولت قضية القدس في أحيان كثيرة الى أوراق سياسية ودعائية تستغلها اطراف عدة دون ان تتحرك قضية القدس لتأخذ مكانتها التي تناسب أهمية المدينة وفجاعة نكبتها بالاستيطان والتهويد وحقوق أهلها الفلسطينيين والعرب فيها..
رحلت قضية القدس الى المغرب عبر الجامعة العربية (لجنة القدس) ورحلت الى ايران في مؤتمرات سنوية من الخطابة جرى توظيفها لصالح موزعي الدعوات..وها هي القدس تمثل في الدوحة فهل يتغير الأمر؟ هل ينهض هذا المؤتمر بجديد؟ هل ننتهي من الخطابة ليبدأ العمل ولو بشكل متواضع؟
لقد كانت ايران تعقد مؤتمرات القدس دون حضور ممثلي القدس من الشعب الفلسطيني وتكتفي بدعوة المعارضات ومن يريد ان ينشر غسيله على الحبال الايرانية وكفى الله المؤمنين القتال!! فيبدأ المهرجان وينتهي وتواصل القدس غيابها تحت ركام التهويد والأسرلة والمصادرة بالاستيطان وهدم منازل أهلها واقتلاعهم..الجديد القطري هو ما دعى اليه الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني امير قطر لتشكيل لجنة تحقيق دولية لمقاومة تهويد القدس بالتحقيق في الاجراءات التي قامت بها اسرائيل منذ احتلالها عام 1967 والتي استهدفت طمس هوية القدس العربية الاسلامية كما في الجديد برنامج لاعداد استراتيجية للمشاريع التي تحتاجها المدينة تساهم فيه قطر..فتكون التنمية والبناء عنواناً ملموساً ..
لقد ظلت القدس تمثل الوجدان العربي والاسلامي وتحركه حتى مع انصراف الأنظمة العربية والاسلامية عن ذلك فهل التقط أمير قطر في كلمته طبيعة المرحلة القائمة والقادمة التي أسس لها الربيع العربي الذي يعبر عن الظلم في داخل البلاد العربية حين قال «هل يعقل ان الشعوب التي لم تعد تصبر على الظلم في داخلها سوف تقبل بظلم الاحتلال» ..
الجواب المنطقي لن تقبل..والتعبير هو ما رايناه من موقف الشارع المصري الذي اقتحم شبانه السفارة الاسرائيلية وأنزلوا العلم وطردوا السفير..وهذا الشارع قادم وان تأخر بفعل عوامل المخاض وصعوبة الولادة الجديدة..
القدس الان بحاجة الى انقاذها بعد أن استفحل الاحتلال في جسدها تهويداً ومصادرة واستيطانا وقد تأخر الوقت العربي والاسلامي عنها كثيراً مما أعطى اسرائيل الفرصة لتقيم واقعاً جديداً خطيراً يؤذن بنهاية القدس وضياعها ..فما العمل ؟ وهل نبقى منتظرين وصامتين؟..
امام الدوحة فرصة ممتازة لاعادة بناء موقف عربي واسلامي عملي من قضية القدس اذا ما جرى انفاذ الوعود التي اطلقت في المؤتمر الأخير.فقطر قادرة بحكم توفر الامكانيات المادية لديها وهي التي ساهمت بشكل عملي وملموس في اعادة بناء الجنوب اللبناني بعد حرب اسرائيل عليه عام 2006 واستطاعت ان تسجل مواقف عملية ظلت مذكورة وأهلتها لأن تتصدر العديد من المواقف..
القدس هي ناظمة العقد وبيت القصيد وتعامل اي نظام عربي مع قضيتها بوطنية واخلاص ومصداقية يجعل هذا النظام في المقدمة ويوقف التجارة التي مارستها ايران في قضية القدس وما زالت ويعيد النصاب لأهله من عرب ومسلمين بعيداً عن المزايدة وتصدير الافكار الخاصة..
تستطيع قطر بحكم علاقاتها المتنوعة والقابلة للمشترك على الجميع ان تنهض بمشروع متكامل عن القدس وبالتعاون مع السلطة الوطنية الفلسطينية والمملكة الاردنية الهاشمية ولجنة القدس ومنظمة المؤتمر الاسلامي والجامعة العربية واليونسكو..يبدأ من محاكمة اسرائيل عبر الأمم المتحدة بما اقترفت وادانتها عليه واجبارها على ازالته والدخول الى مقايضات عديدة مع المنظمات الدولية في هذا المجال حتى لا يظل العرب يعطون ولا يأخذون ويفرط في حقوقهم وينتصرون لحقوق الآخرين..
نعم قطر تستطيع وهذا هو موعدها بعد أن سقطت وعود قمة سرت العربية التي خصصت (500) مليون ووعود سبقتها وبعد أن لم تحصل القدس الا على فتات لا يليق هو 37 مليون دولار فقط..فهل يهب الربيع العربي على القدس من الخارج والداخل وهل تطلق شرارته الان!!
(الراي)