حين يخجل سوريون من سوريتهم!

المدينة نيوز - «بعدما رأيناه يوم أمس من مجازر في حمص على يد أجهزة أمننا، بعدما نقلت وكالات الأنباء عن قيام أجهزة الأمن في حي عشيرة بتعرية نساء وبنات حمص أمام آبائهن بطريقة تجعلنا نخجل من سوريتنا، بعدما أصبح واضحاً وجلياً أن عناصر الأمن يقومون بذبح الناس بالسكاكين، نعلن للعالم أجمع أننا نخجل ونبرأ من تصرفات هذه الأجهزة ونعلن انحيازنا للشعب في سعيه للحفاظ على كرامته»...
بهذه الكلمات التي تشق عنان السماء، يعلن «فصيل» مما يسمى الجيش السوري الإلكتروني التابع للنظام السوري انشقاقه وعودته إلى صفوف شعبه، ويقول القائمون على الصفحة المنشقة عن الجيش السوري الإلكتروني أنهم كانوا فيما مضى ينفذون أوامر المخابرات السورية «كنا في قبو مظلم نكتب فيه ما يرسل لنا من المخابرات ومن الأمن السياسي، كم هو صعب أن تكون مكمماً ومقيدا»..
هي كلمات تقرأها ثم نمضي، نتعاطف أو ننفعل، ولكننا نمضي إلى شؤوننا اليومية، وهمومنا، ويبقى شعب كامل تحت أبشع محنة يمكن أن يتعرض لها بشر، على ايدي آخرين يفترض بهم انهم أخوتهم ومن بني جلدتهم، وهم ليسوا كذلك، فالحيوانات تترفع عن مثل هذه الممارسات الشيطانية، وفي الأثناء.. يتقاذف اللاعبون كرة القضية السورية، في أروقة الفنادق، ودهاليز المؤتمرات، ولا حل للمذبحة المفتوحة، ولا تدخل عسكريا للضرب على أيدي القتلة، ووقف هذه المحنة الأسطورية!
تتقزم الكلمات أمام هذه الكارثة، ولا تجد ما تقول، غير الترجيع والحوقلة، وتعجب من وقوف أمة الثلاثمئة مليون بني آدم عاجزة أمام مجازر سوريا، ومن قبلها جرائم الصهاينة في غزة وفلسطين، ويخرج عليك بين الحين والآخر من يتحدث عن مؤامرة على سوريا، ونظامها «الممانع المقاوم»!!
نعم هي ممانعة ومقاومة، ولكن بمفهوم مقلوب، ممانعة لأي مشاعر إنسانية ومقاومة لأي حس بشري، وتعجب من «ثورة» إيرانية هبت في وجه سفاح كشاه إيران، لتأتي وتدعم شاه آخر أشد وحشية ودموية، يذبح شعبه ذبح الشياه، وتمده بأسباب الحياة؟ وتعجب أيضا من حزب يحمل اسم الله جلت قدرته، ما فتىء يتشدق بدعم النظام القاتل، ويستمر بالدفاع عنه، دونما خجل او رادع!!
يا الله...!
من يرفع هذا البلاء العظيم عن أبناء الشام.. شامة الأرض، وبوابة السماء؟
(الدستور)