تأملات في يوم المرأة العالمي

المدينة نيوز - اقتضت أنانية الرجل أن يفرد للمرأة يومأً في السنة لتكريمها ، فهل أبقى الرجل لنفسه 364 يومأً ، أم أنه خصص باقي أيام السنة لاضطهادها.
ما هو التكريم الذي تناله المرأة في يومها السنوي؟ تكرار الكليشيهات البديهية التي لا تضيف شيئاً كالقول بأن المرأة نصف المجتمع ، وهي الأم والأخت والزوجة والابنة.
الأصل في العلاقة بين الرجل والمرأة في المجتمع الحديث هو المساواة في الحقوق والواجبات ، وما عدا ذلك شكليات لا تحتاجها المرأة.
المرأة تريد فرصتها في الحياة العملية ، وليس في يوم واحد في السنة كما يحدث عندما يتنازل رئيس التحرير لإحدى موظفاته برئاسة التحرير ليوم واحد مما لا ينفع ولا يضر ، ولا يؤخذ مأخذ الجد.
تخصيص كوتا للنساء إهانة ، لأنها تعني التكرم عليهن بمقاعد محدودة تعطى لهن كطرف ضعيف لا يستطيع الوصول عن طريق المنافسة الحرة.
تتحمل المرأة جزءاً من المسؤولية عن هذه الحالة ، لأنها تعترف وتلتزم بالمجتمع الذكوري والنظام الأبوي ، فهي في جميع الأحوال تابع ، وفي انتخابات حرة ونزيهة تنتخب رجلاً ليس لأنه الأفضل ، بل لأن (ولي أمرها) يريد ذلك.
مسؤولية تحرير المرأة لا تقع على كاهل المرأة وحدها ، بل يشاركها ويقودها الرجل الحر ، ولا غرابة في ذلك ، فمحرر المرأة في مصر رجل اسمه قاسم أمين ، ومحرر السود في أميركا أبيض اسمه إبراهيم لنكولن.
المرأة ليست أقلية حتى يخصص لها كوتا ، فهي لا تقل عدداً عن الرجال ، وليست طبقة اجتماعية ، فهي جزء لا يتجرأ من عائلة تقع بأكملها في نطاق طبقة معينة.
يحسن المشرّعون صنعاً إذا ألغوا فكرة الكوتا النسائية التي تسمح لأمرأة أن تمثل الشعب بأصوات تقل عن الأصوات التي نالها رجل سقط في الانتخابات ، مما يجب أن لا ترضاه لنفسها لأنه يعتبرها قاصراً بحاجة لمن يأخذ بيدها أو معاقاً يحتاج لدعم الأقوياء.
المجتمع المتخلف يظلم المرأة ، فهو يحرمها حتى من نصيبها المنقوص من الميراث ، وهو يقتلها بحجة حماية الشرف إذا تعرضت للاغتصاب ، أما الرجل فيتفاخر بأنه (عرف) من النساء أكثر من شعر رأسه!.
شرف المرأة بين أذنيها وليس في أي مكان آخر.
(الراي)