ديمقراطيات تحبو وتتعثر!

تم نشره الأحد 18 آذار / مارس 2012 01:32 صباحاً
ديمقراطيات تحبو وتتعثر!
خيري منصور

المدينة نيوز - وقف احد مرشحي الرئاسة في مصر والذين تجاوز عددهم المئات امام الكاميرات وبيده عكاز وهو يقول لاحد الواقفين بجواره اسندني يا ابني، فعلق المذيع على الفور من يسند مصر اذن؟ الرجل المرشح شارف على الثمانين من عمره، وهناك سيدة ريفية طاعنة في الزراعة لا في السياسة اعلنت ترشحها للرئاسة بفخر، وبعبارات تجزم انها لم تنل حقها من التعليم، ومقابل هؤلاء ثمة مخضرمون في السياسة وعهودها معا، رشحوا انفسهم، ومنهم العلماني والمتدين والحزبي والمستقل.

فما تفسير هذا الانفجار الشعبي نحو الرئاسة؟ هل هو الكبت المزمن وغياب مثل هذه التقاليد لاكثر من ستة عقود كان فيها الاستفتاء على الرئيس ذاته وتغيير مواد في الدستور هو البديل لانتخابات رئاسية حرة؟

ام ان هناك نزوعا ما نحو التسفيه السياسي، نعرف ان هناك من يرشحون انفسهم للرئاسة في بلدانهم لاسباب بعيدة عن الحلم بالفوز، حدث هذا في الجزائر وفي فلسطين، وكان الهدف من هذه المغامرات السياسية تذكير الرئيس المزمن بان نسبه التسعة وتسعين بالمئة لم تعد واردة في الحاسوب الديمقراطي، كما ان هناك نمطا من الفوز تحول الى عبء على اصحابه، وقد تكون اخر انتخابات برلمانية اجريت في مصر من هذا الطراز، واذكر ان حوارا دار بيني وبين احد ابرز المسؤولين في القاهرة اعتذر عن عدم ذكر اسمه انتهى الى قوله بان الفارق بين الباص او السيارة وبين القطار هو ان القطار لا يتوقف بشكل فوري، وبعبارته باللهجة المصري ..."القطار جري منا"!

وتحول الفوز الى عبء تكرر مرارا، وقد يكون لما يسميه هيجل "مكر التاريخ" دور في ذلك، بحيث تكون الحصيلة اضعاف العناصر المكونة لها، لاسباب تتعلق بالناس اولا واخيرا وبما يقدمون عليه احيانا على سبيل "النكاية".

ان اعراض الديمقراطيات الناشئة والتي تحبو وتتعثر تشمل الكثير من الظواهر من هذا الطراز، اي ترشح اشخاص يبدو ترشحهم اقرب الى الفولكلور منه الى السياسة.

فهم ادرى من غيرهم بتعذر الفوز، لكن هناك نكتة مصرية تقول ان احد المتقدمين لوظيفة معينة، قال بان مؤهله هو الرسوب في الثانوية العامة، فهل ثمة من يشتهون ادراج اسمائهم في قوائم تتداولها الميديا على مدار الساعة، وبدلا من يكون هذا الشخص او ذاك رئيسا سابقا او اسبق يكون المرشح السابق للرئاسة.

وهو لقب لا يحسد عليه من يجازون من اجل الحصول عليه، لان بامكان شعب برمته ان يحمل هذا اللقب اذا رشح الافراد جميعهم انفسهم للرئاسة على طريقة مجلس الاليغورا اليوناني القديم.

ان الديمقراطية بحاجة الى ما هو ابعد من التثقيف بها وبحيثياتها والثمن التاريخي المطلوب تسديده من اجلها، انها بحاجةالى مران وتأهيل، فمن يثرثرون عنها ويحفظون مئات الكتب التي الفت عن تاريخها هم اشبه بمن يتعلم السباحة على السرير او في حوض ماء على الاكثر.

وفي وطننا العربي المرشح لاضافة الف اعجوبة واعجوبة الى الاعاجيب السبع او العشر ثمة من الفوا كتبا عن الديمقراطية لكنهم لم ينتخبوا طوال حياتهم ولم يروا صناديق اقتراع.

ليكن! هذه اعراض لا بد منها فمن يلثغون بالديمقراطية امامهم الكثير قبل اتقان ابجديتها!!
 
(الدستور)



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات