جمعة مشفوعة بطي ملف الأذى الوطني

تم نشره الجمعة 06 نيسان / أبريل 2012 02:49 صباحاً
جمعة مشفوعة بطي ملف الأذى الوطني
عمر كلاب

كان من المفترض أن تكون هذه الجمعة مشمسة في المحافظات , يخرج الناس فيها للتنزه بعد موسم مطري خزّنهم في البيوت طويلا , وكان على رجل الأسرة ان يرتدي دشداشة الصلاة بعد ان يعود من السوق حاملا دجاجة الجمعة , على أمل أكل المقلوبة في الهواء الطلق , وتناول سلطة الخس المنداح على الطرقات .

كان المأمول ان يأكل الصغير مع شقيقه ما تيسر من اللوز الاخضر وان يختلس من الاغوار بعض الدفء , وكانت الأمهات على موعد مع استقبال ابناء غابوا لبرهة بعد مخالفة في مواقيت العشق الوطني ودون اختلاف على التوقيت , فأشرعت الأم كل الأغطية وأخرجت فرشة الصوف وفردتها على تخت حديدي صمت طويلا لغياب النائم على برش .

لم نألف القسوة ولا الهتاف المؤذي للمشاعر والوجدان , ولن نألف أكل لحمنا نيّئا , واكل لحم الوطن المشوي على نار التوقيف والهتاف البغيض , ولا نريد ان تلوك بعض الافواه الموتورة , لحم شبابنا ويبكون عليهم من قسوة التعذيب , في محاولة استنساخ تجربة الجوار في التعذيب والقتل الممنهج .

هناك من يبكي دموع التماسيح على شباب مقموع , أدمت يداه كلبشات الأمن وشجّت رأسه هراوة , وكأن الحال السلمي الذي عشناه طوال عام وأكثر كان مجرد مسرحية , أو لعبة لاستدراج الناس الى مسامير الشيك المدببة كي ينغرس في لحمهم الطري .

طوال عام وأكثر ونحن نتغنى بسلمية الحراكات وسلمية الهتاف وهدوء رجل الأمن وحمله علب العصير وكؤوس المياه للمتظاهرين , ونعرف ان هذا هو ديدن الاردن وقيادته وشعبه , ونريد ان يستمر هذا الغناء ليصبح اهزوجة وطن تتغنى بالقضاضة والجباه السمر والدحنون والقيسوم والزعتر .

نعلم بيقين ان الهتاف كان مغبّرا بشحار مندسين وفاسدين وممولين للدفاع عن فسادهم عبر تأجيج الحالة الداخلية , ونعلم ان هذا الهتاف كان ملحا على شمسنا, ونعلم بيقين مستقر في الوجدان ان الدولة عاشت على السماحة وبها, حتى اصبح الملك أخا وصديقا وأبا , نجور عليه ولا يجور علينا, لأننا نختلف به ولا نختلف عليه, من أقصى يميننا الى أقصى يسارنا .

ثمة من يقوم بتحويل شباب الى ألغام صوتية نشاز, وثمة من اسرف في الوعود لهم من الرسميين والسابقين من النواب والفاسدين , ولكننا على يقين بأنهم عاتبون وغاضبون لا حاقدون على وطنهم وقيادتهم , ويراهنون وهم على حق, بأن الفرج آت على ايدي الملك , أبيهم وأخيهم وصديقهم الصدوق ومن يراجع ما قاله الشاب عمر داودية يعرف ان هذا هو نبراس شبابنا وملهم خيالهم واحلامهم .

كثير من الحراكيين ان لم يكن غالبيتهم العظمى , يخرجون من أجل أردن أحلى وأبهى , ويريدون ايصال صوتهم للملك , ضمانة الإصلاح وقائد المسيرة , ولا يحملون مخالفة في العشق او يستنشقون غير الهوى الجنوبي والشمالي وتنشرح صدورهم إذا ما لامس هواء الغرب شغاف قلوبهم , فالقدس بوصلة الأردني وعمان مهوى فؤاده .

جلالة الملك, هناك من يحاول أن يفسد ربيعنا الأردني بحجج مخالفة الشباب لشروط الهوى الوطني , وهناك من يحاول قطع الجسور الواصلة اليك , ولهم حججهم وأساليبهم وأهدافهم , لكنهم لن ينجحوا, فنحن بوصلتنا الوطن أولا كما تقول دائما , وهم على أمل المشاركة من جديد بربيع الأردن وربيع الجمعة المبدوءة بالاذان والمختومة بالدعاء لك , ان يحفظك ويرزقك البطانة الصالحة .



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات