في قانون الانتخاب : رضى الناس غاية لا تدرك!

تم نشره الإثنين 09 نيسان / أبريل 2012 01:27 صباحاً
في قانون الانتخاب : رضى الناس غاية لا تدرك!
حلمي الأسمر

لست فقيها قانونيا ولا شأن لي بكل ما يقال عن جودة هذا القانون أو ذاك، لكنني من حيث المبدأ لا أرى ضيرا في أي صيغة يُتفق عليها – بالحد الأدنى- في قانون الانتخاب، وبصراحة متناهية وحسب ما قرأت من نتف ومقتطفات من مشروع قانون الإنتخاب، لا أرى فيه ما رأى آخرون من سلبية، لأن المهم هنا ليس نص القانون، بقدر التطبيق النزيه والعادل والشفاف له..

لقد اجتهدت في الحصول على نص المشروع لكنني لم أوفق، ولو حصلت على النص لكنت ازددت قناعة برأيي، صحيح أن لكل مشروع قانون سلبيات وإيجابيات، ولكن الصحيح أيضا أن أي حكومة في الدنيا، وأي مجلس نواب في الدنيا، لن يكونا قادرين على اجتراح نص قانون يرضي الجميع، لأن هذا القانون منتج بشري، والبشر في أصلهم ناقصون ويخضعون للأهواء والمصالح، ولو كلف الإخوان المسلمون، لما استطاعوا أن ينتجوا نصا كاملا يرضي الجميع، وقل مثل هذا عن أي فصيل سياسي، فما يرضي هذا يغضب ذاك، وما يرضي ذاك يغضب هذا، وفي المطلق تنتج كل بلد قانونها الإنتخابي الذي يناسب مجتمعها وظروفها، ومن النادر جدا أن يستنسخ مجتمع ما قانونا من مجتمع آخر، لأن لكل بلد خصوصيته..

تأسيسا على ما تقدم، لا نرى وجاهة في الأصوات الغاضبة التي بدأت تهاجم ما تسرب من مشروع القانون، وخير لها أن تركز مطالبها على إجراء انتخابات نزيهة بلا تزوير مخفي أو واضح، «قانونيا» أو غير قانوني، لأن هذا هو الأهم، لا أي «تفصيلة» يتفق عليها القوم!

من ليس لديه ذاكرة، نذكره بأن الإسلاميين مثلا فازوا بحصة كبيرة على قانون 1989 وقانون الصوت الواحد، ولو دخلوا انتخابات الدوائر الوهمية، وجرت الانتخابات بلا تزوير لحصلوا على حصتهم، وهذا دليل قاطع على أن الفيصل في الأمر النزاهة في العملية الانتخابية لا نص القانون فحسب..

ليس مهما أن يكون لديك أجمل النصوص القانونية، وأكثرها عدالة، المهم أن تطبق هذا القانون، بدون محاباة أو التفاف على النص، وتزوير ممنهج، سواء في الإجراءات أو آلية التطبيق!

ومع كل هذا، نعتقد بناء على ما قرأنا من تسريبات من مشروع القانون الجديد للانتخابات، أنه راعى جملة من المكتسبات والظروف والاعتبارات، وحاول أن يخرج برؤية توافقية ما استطاع إلى ذلك سبيلا، رغم أن هذا النص لم يعجب كثيرا من الناس، ولن يعجبهم اجتراح أي نص آخر!



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات