الكهرباء والغاز.. والكلفة!

مشاكلنا مع توليد الكهرباء, واسعار الكهرباء وإدامة الكهرباء.. هي مشكلتنا مع الغاز! فلم نركز على حقل الريشة, ويبدو أننا نجحنا في الشراكة مع شركة نفط وغاز كبرى – شركة شل – ويقال إن النتائج حتى الان مشجعة!!
لكننا اعتقدنا قبل سنوات بكل طفولة وسذاجة ان مد انابيب الغاز المصري عبر خليج العقبة سيحل مشكلة لنا ولسوريا ولبنان.. لكن الانفجار الرابع عشر في انابيب سيناء المتجهة لنا ولاسرائيل, ادى الى خسائر كبرى قيمتها ثلاثة ملايين دينار يومياً وخلال اشهر طويلة ماضية.
ماذا نفعل؟!
يجب أن نطالب الحكومة المصرية او الشركة التي تتولى تصدير الغاز بتعويضات عن خسائرنا وهي تصل الى المليار دينار.. وان نضع يدنا على انبوب الغاز المار من العقبة الى الحدود السورية. وهذا ليس اجراء عقابياً يتعارض مع العلاقات المفروض ان تكون أخوية بين بلدين عربيين شقيقين. فسلامة الانابيب القادمة من مصر الى الاردن هي مسؤولية امنية مصرية. أما الكلام عن «نضال ضد اسرائيل» فهي لعبة سياسية لا تمر الا على الاغبياء, ذلك أن الانبوب المتجه الى اسرائيل منفصل عن الانبوب الذاهب الى العقبة. وقد كشف حسين سالم المستثمر المصري في صحيفة «القدس العربي» أرقاماً عن التصدير المصري للغاز.. فقال:
- إن الكميات المتفق عليها مع اسرائيل هي سبعة ملايين متر مكعب سنوياً, ولمدة 15 سنة.
- كان المفترض أن يتم تصدير 70 مليار متر مكعب من عام 2000 الى عام 2010.
- لم يتم سوى تصدير 5ر2 مليار, تمثل 2% من الكمية المتعاقد عليها, و2 بالألف من حجم الانتاج المصري للغاز.
.. اذن فإن النضال ضد اسرائيل وحماية حقوق مصر هو كذبة, فقطعه لا يضر اسرائيل.. خاصة وانها تكتشف الان الحقل الغازي الثالث في مياهها الاقليمية لكن قطع الغاز عن الاردن فهو مؤذ ولا نستبعد انها مؤامرة سياسية على علاقات مصر مع الاردن اولا، ثم انها مؤامرة حزبية تتناول استقرار الاردن وامنه الاقتصادي.
الان، اعدّ لبنان لمشروع خط غاز ساحلي يقوم على استيراد الغاز السائل، واعادة تفيزته (من غاز) لتوليد الطاقة وانصح وزير الطاقة بالاطلاع على المشروع كما نشرته صحيفة «النهار» في عددها اول امس، فلا شيء يمنع من استيراد الغاز السائل وانشاء معمل لتحويله الى غاز، واستعمال خط الغاز الذي اقيم لتصدير الغاز المصري.. والكلفة هنا بسيطة، وكلفة الغاز القطري المسال لكل 1000 قدم تصل الى 7 دولارت، فاذا عرفنا ان 6000 قدم غاز تعادل برميل نفط، فاننا نتحدث هنا عن فروق هائلة بين سعر الغاز وسعر الفيول.