ابو قتادة

يبدو أن قضية ترحيل ابو قتادة الى الاردن ما تزال احتمالية مرجحة نتيجةً للضغوط التي مارستها عدة جهات بريطانية لترحيل الرجل من هناك.
لعمر محمود عثمان عمر « ابو قتادة « قصة طويلة منذ ان ترك مسقط راسه « بيت لحم « والتحق بوالده في احدى المدارس الابتدائية النائية بالكويت حيث تشرب افكار التطرف والتكفير من الكتب التي الفها « جهيمان العتيبي « والتي أُعِـيْد نشرها في نفس المطبعة التي عمل فيها والده.
وقد وصل الى الاردن من الكويت في التسعينات من القرن الماضي ليبدأ في مخيم شنلر تنظيم الحلقات الاولى من الاصلاح والتحدي التي استهدفت بالتفجير فندق القدس الدولي ومبنى الدوريات الخارجية في صويلح وبعض الاماكن العامة في الزرقاء.
وتكمن خطورة هذا الرجل في فهمه المبتور للإسلام , واستيعابه المنحرف لاحكام القران.
فمن الفتاوي التي أصدرها على موقعه الالكتروني السماح بقتل كل مسلم ينضم الى الامن العام او الجيش او الدرك في اية دولة عربية. وبناءً على هذه الفتوى « القتادية « قامت الميليشيات الجهادية المسلحة في الجزائر بقتل العشرات من قوات الامن, وذبحوا بالسكين اطفالهم , واعترف احد افراد الميلشيات انهم عملوا ذلك بناءً على فتوى من الشيخ عمر ابو عمر.
فحكمت عليه السلطات الجزائرية بالاعدام باعتباره «المفتي الاحمر» للمجازر الاحدى عشرة الكبرى التي شهدتها الارياف هناك على ايدي ميليشيات « الجماعة الاسلامية المسلحة « في الجزائر او على ايدي انصارهم من « الجماعة الليبية المقاتلة « وهم الذين يعتبرون كتابات الشيخ « ابو قتادة « وتنظيراته في مجلته الشهرية «المنهج « مرجعا دينيا موثوقا .
لقد أُعْـلنت الانباء عن التهديدات للمصالح البريطانية أذا ما تم ترحيل « ابو قتادة « الى الاردن , وذلك بعد حصول المسؤولين في لندن على تاكيدات رسمية انه لن يتعرض لسوء المعاملة لدى وصوله الى السجن هنا بل سيتمتع بمواطنته كرجل حر يلتقي داخل الاسوار بمن يريد من الاصدقاء والتلاميذ.
قبل شهر واحد , اتم ابو قتادة عامه الثاني والخمسين , واثار من الزوابع كل ذلك الغبار الكثيف, وهو ما زال في تلك السن , واشعل من الحرائق ما لم تستطع اطفاءه بريطانيا العظمى , فلماذا نريده ان يكون بيننا في الاردن , وايدينا لم تبرأ بعد من جمر التكفيريين الجهاديين الذين عانينا منهم الكثير.
يحاول المسؤولون البريطانيون ان يرموا بهذه الكرة الملتهبة من ايديهم ليتلقفها غيرهم, وليحترق اصبعاه, ونحن لسنا بحاجة لهذه التجربة الثانية. ( الراي )