بانتظار نتائج التدويل!!

تم نشره الإثنين 16 نيسان / أبريل 2012 03:34 صباحاً
بانتظار نتائج التدويل!!
صالح القلاب
القرار الذي اُتخذ بإرسال مراقبين إلى سوريا ،الذي احتفل به شبيحة النظام السوري وأعوانهم في الخارج، يشكل حلقة جديدة في سلسلة هذا الصراع الذي غدا ومنذ البدايات إقليمياً ودولياً قد تكون أخطر الحلقات على الإطلاق فمهمة كوفي أنان أرادتها الدول التي وقفت وراءها «كميناً» لإيقاع بشار الأسد في المصيدة وتوفير مبررات مقنعة لإجراء قد يتخذ الطابع العسكري إن ليس من قبل مجلس الأمن بسبب «الفيتو» الروسي الجاهز دائماً وأبداً فمن قبل حلف الأطلسي أو من قبل تركيا مدعومة بغطاء عربي على الأقل.
الآن بعد هذا القرار تدنت إمكانية أن يستمر هذا النظام بالاعيبه ومناوراته السابقة المعهودة ثم وأن الأمر ،على غير ما كانت عليه المبادرة العربية وما كان عليه وضع المراقبين العرب، بات محكوماً بقرار دولي وباشتراطات من الصعب التملص منها تضمنتها النقاط الست المتعلقة بمهمة كوفي أنان وهذا يعني أن القادم سيكون أعظم وأنه سيكون أمام بشار الأسد خياران فإما الالتزام بكل هذه النقاط وهذا يعني أن عليه أن يهيئ نفسه لوداع لدمشق لا لقاء بعده وإما اللجوء إلى المناورات التي بقي يلجأ إليها على مدى عام مضى وأكثر فيكون هذا الخيار طامة كبرى وإجراءً عسكرياً هو يعرف أن «سيناريوهاته» أصبحت جاهزة بكل احتمالاتها المتوقعة وغير المتوقعة.
لقد أصبحت سوريا ،بموجب هذا القرار، تحت الوصاية الدولية ولعل ما يعرفه هذا النظام ،الذي بقي يتحدث عن المعارضة حتى في البدايات عندما كانت كل أنشطتها لا تزال في هيئة مظاهرات سلمية على أنها عصابات مسلحة لا يمكن الاعتراف بها أو التفاوض معها، أن موافقته على ما أقره مجلس الأمن بالإجماع تعني تسليمه واعترافه بوجود طرف آخر يسيطر على جزءٍ من البلاد وتعني أيضاً تسليمه واعترافه بالجيش الحر الذي يضمن له القرار الدولي سيطرةً على المناطق التي يسيطر عليها مما يعني الاعتراف بأنها غدت محكومة من قبل طرفين وليس من قبل طرف واحد.
ما كان على هذا النظام ،لو أنه يرى أبعد من أرنبة انفه، أنْ يلجأ إلى التصعيد منذ اللحظة الأولى وأن يتعامل مع الأمور بالطريقة التي تعامل بها الرئيس السابق حافظ الأسد مع تحركات «حماه» في عام1982 ،التي بدل استيعابها ب»فَرْكةِ إذن» فقط إن لم تكن هناك إمكانية لاستيعابها بالتنفيس البطيء والاستجابة لبعض المطالب «المعقولة»، ذهب فوراً إلى الحد الأقصى فكانت النتيجة مذبحة أزهقت أرواح عشرات الألوف من الأبرياء ودماراً لا تزال آثاره ماثلة للعيان رغم مرور كل هذه الأعوام الطويلة.
وما كان عليه ،أي هذا النظام، أن يلجأ إلى المناورات والألاعيب التي كان يبرع بها في البدايات ،كاحتلاله لبنان لنحو ربع قرن وأكثر، ثم تأتي النتائج كارثية بانسحاب جيشه من هذا البلد بصورة مهينة في عام 2005 وفقاً لقرار مجلس الأمن رقم 1559، لإحباط المبادرة العربية وإحباط خطوة المراقبين العرب لتكون النتيجة قراراً دولياً أصبحت سوريا بموجبه تحت الوصاية الدولية وهو قرار إن لن يتم الالتزام به حرفياً فإن النتائج قد تكون تدخلاً عسكرياً ومناطق محمية وبالطبع نهاية لحكم بشار الأسد الذي اعْتَقَدَ انه بإتباع درس «حماه» سيضمن سيطرة طويلة الأمد وإيصال هذا الحكم الذي أورثه إياه والده إلى ابنه حافظ «الصغير»... وعاشت الأسماء!!.
هناك مثل يقول:»واوي بلع موس.. بعد عشاه تسمع إعواه» وحقيقة أن هذا القرار الذي بُلِّعَ لهذا النظام السوري سيكون بوابة نهاية قريبة ف»التدويل» في مثل هذه الحالات هو استدراج للعبة دولية في غاية الخطورة كانت قد لعبتها أنظمة لم تحسن التصرف لا مع شعوبها ولا مع مستجدات الأوضاع الطارئة التي داهمتها فكانت النتائج شاهدة على سوء ما جرى.. وها هي نهاية القذافي لا تزال حية في الأذهان وماثلة للعيان!! ( الراي )


مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات