نقاشات النواب بين المهنية والنكائية

تم نشره الثلاثاء 17 نيسان / أبريل 2012 03:29 صباحاً
نقاشات النواب بين المهنية والنكائية
عمر كلاب

ليس مطلبا جديدا منع تأسيس الأحزاب على أسس عرقية أو طائفية او دينية , فلا يجوز لحزب ان يكون ناطقا باسم عرق او طائفة او دين , فهذه حقوق لصيقة بالانسان لا تحتاج الى من يدافع عنها او يتبناها والاردن إحدى الدول الموقعة على العهد الانساني الذي يكفل حرية المعتقد والدين , ويساوي دستوره بين الأردنيين بصرف النظر عن عرقهم أو طائفتهم او دينهم .

نقاشات النواب تحت القبة نقاشات تشريعية ,ولا تأخذ بالا بالسلوك الحكومي على أرض الواقع , وإن كان واجب المجلس أن يحاسب أي حكومة عند اعتدائها على مواد الدستور , ولذا فإن “المحكمة الدستورية” كان الأجدى بالاقرار قبل كل القوانين الجديدة , تبعا لهذا الواقع الفقهي وتماشيا مع مرحلة الاصلاح السياسي , فالمختبر الحقيقي لدستورية القوانين هي المحكمة الدستورية , وما يتردد الان من اراء لفقهاء عن مخالفة قانون الانتخاب وقانون الهيئة المستقلة للانتخابات بنود الدستور تؤكد ذلك.

لا يجوز ان نشتري الرسن قبل الفرس في مسألة التشريع , ومع ذلك فإن اقرار المادة الجديدة في قانون الاحزاب أمر محمود , لولا ما لحقه من بنود تخرج المادة عن سياقها الافتراضي بأنه التزام بالدستور وبالشرعة الكونية لحقوق الانسان , فعمر مؤسس الحزب لا يجوز ان يكون نفس عمر الرشاد السياسي بممارسة الانتخاب , بدليل ان سن الناخب يختلف عن سن الترشيح , وبفارق 12 عاما .

ما يسري على قانون الانتخاب وعمر النائب يسري على عمر العضو المؤسس للحزب على الاقل , فهذا العمر اذا كان مسموحا له تأسيس الاحزاب , فيجب ان يكون مسموحا له الترشح للانتخاب على قائمة الحزب الذي يؤسسه ابتداءً , ولذا لجأت معظم الدول الى تحديد عمر العضو المؤسس للحزب بأقل من عمر دورة برلمانية بالنسبة للشخص الاعتباري الذي يحقُ له تأسيس حزب , فإذا كان عمر المرشح للانتخابات 30 عاما فيجب أن يكون عمر المؤسس للحزب أقل من ذلك بعمر دورة برلمانية اي 26 عاما .

اما بالنسبة لجهة الاختصاص في ترخيص الاحزاب , فقد مارس النواب دورا غريبا لا ينسجم مع المرحلة السياسية الحالية ولا ينسجم مع الارادة السياسية بإطلاق الاحزاب وانطلاقها بيسر ودون عوائق , واشراف وزارة الداخلية على الاحزاب بات من الزمن الماضي واقتراح وزارة العدل او وزارة التنمية السياسية هو الأولى بالاتباع كما ذهبت الغرفة البرلمانية التي اقرّت قانون الاحزاب بعد حواراتها .

فوزارة الداخلية وزارة امنية بحكم وظيفتها واختصاصها , والاحزاب عمل سياسي وجهد طوعي , ومن المفترض ان تصبح الاحزاب لاحقا مطبخ صنع الحكومة وتشكيلها , فكيف نسمح بسطوة الامني على السياسي او العكس ؟

يجب الابتعاد في التشريع عن النكاية او روح الانتقام , فالتشريع طويل العمر والمدى ولا يجوز ان يخضع لرغائبية او تصفية حسابات مع اي جهة او تيار , ومن الحكمة ان يستمر السعي في اقرار القوانين بعقلية جديدة تستلهم رؤاها من روح الشارع الاردني التواق الى الحرية والديمقراطية , والمدعوم من رأس الدولة ورمزها .



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات