الترهل الإداري إلى أين؟

تم نشره الثلاثاء 17 نيسان / أبريل 2012 03:35 صباحاً
الترهل الإداري إلى أين؟
فهد الفانك

في الأخبار أن وزير الزراعة وعد بتثبيت 1300 عامل مياومة بوظائف دائمة، وقد اقترح البعض على معاليه أن يطلب من الموظفين الجدد عناوينهم وأرقام حساباتهم في البنوك لتحويل رواتبهم شهرياً شريطة أن يبقوا في بيوتهم، حيث لا توجد حاجة دائمة لأي منهم، وليس في الوزارة غرف وكراسي ومكاتب تتسع لهم.

بعد التخاصية كان المفروض أن تكون لدينا حكومة رشيقة وذات كفاءة عالية، باعتبار أن الحكومة وموظفيها لم يعودوا مسؤولين عن إدارة الشؤون الصناعية والتجارية للمشاريع الاقتصادية التي كانت تعتبر مزارع لتوظيف الأصدقاء والمحاسيب.

لكن الحاصل عملياً أن الحكومة استمرت في التضخم عاماً بعد آخر تحت ضغط المطالبة بوظائف، باعبتار ذلك أداة يستخدمها المسؤول لاكتساب الرضى والشعبية، وما دامت الرواتب والعلاوات تمول بالديون، فلماذا لا تطبق المثل، «إن كان دين حط رطلين».

عندما خطر على بال الحكومة أن تقوم بعملية إعادة هيكلة لأجهزتها المترهلة، ظننا أنها سوف تتخلص من الحمولة الزائدة، سواء بوجود 65 مؤسسة حكومية مستقلة لا لزوم لبعضها، أو بوجود أعداد هائلة من الموظفين الذين لا عمل لهم.

لكن الحكومة سارعت للتوضيح بأن إعادة الهيكلة ستأخذ وقتاً طويلاً، ولن تؤدي إلى الاستغناء عن أي موظف، فالمؤسسات التي ستلغى سيينقل موظفوها إلى دوائر الحكومة المزدحمة أصلاً بالموظفين، حتى أن المستشارين الذين لا يستشارون أصبحوا يعدون بالعشرات والمئات باسم الاستقرار والأمن الوظيفي، بحيث أن عقوبة أي مدير أو مسؤول فاشل أو غير مرغوب بوجوده هي تحويله إلى مستشار.

يعتقد البعض أن الحكومة يجب أن تحتفظ بكل الموظفين بصرف النظر عن إنتاجيتهم والحاجة إليهم، وأن توظف المزيد منهم، لان قطع الأعناق ولا قطع الأرزاق! والواقع أن الذين يقودهم سوء حظهم إلى الوظيفة الحكومية يظلون محكومين بالفقر مدى حياتهم، والذين استغنت الحكومة عنهم أو استغنوا عنها، طوعاً أو كرهاً، اغتربوا أو ذهبوا إلى القطاع الخاص وحققوا نجاحات تجعلهم يشكرون من أخرجهم من مصيدة الوظيفة الحكومية.



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات