شقلـة شاعـوب

لشاعوب شوكة طعام مكبرة مئة وخمسين مرّة مع فارق أن يده من خشب ويستعمل لتحريك قش الزرع وليس للأكل . والشقلة هي حركة الشاعوب بيد الفلاح ... في الشقلة الأولى.
بدأ الأمر من مكتب الوكيل الأقدم لوزارة الداخليّة العراقيّة عدنان الأسدي ... تسمية الوزير الأقدم تعود الى زمن الرئيس المخدوع صدام حسين ... لماذا مخدوع ؟؟؟ لأنه وضع قدمه في الفخ الأمريكي الذي جرّه الى احتلال الكويت والخروج منها وفيما بعد الخروج من الحياة الدنيا ... هل تذكرون فخ سيناء الذي جرنا مع جمال عبد الناصر الى هزيمة 1967 وملأ الضفة الغربيّة بالمستوطنين والجدران العازلة ؟؟؟ تخيلوا معي من المخدوع الثالث في الزمن القادم ؟؟؟
يطلب الأسدي من شرطة محافظة صلاح الدين اغلاق مدفن صدام حسين ونقل رفاته الى مكان اخر ... بدأت المشكلة حينما وردت معلومات غير مؤكده عن أصوات تخرج من قبر صدام حسين لم يفهمها بعض زوّاره ... سجلتها الحكومة وعجز خبراؤها عن تحليلها فاستعانوا بالأمريكان ... ارسل الملف الكترونيا ً الى لانغلي مقر المخابرات الأمريكية بفرجينيا ... بعد طول تحليل ومقارنة وجدوا تكرارا ً للجملة التالية .... تستاهلون ... الله لا يحلّل لوالديكم يا .... قال احد حكماء لانغلي لهذا رمينا جثة اسامه بن لادن في البحر ... لن يسمعه الا السمك.
في الشقلة الثانية للشاعوب تواترت الأنباء عن تجهيز الحكومة لقانون الانتخابات النيابية بعد تجهيز قانون الهيئة المستقلة للانتخابات ومروره بالمراحل التشريعيّة ليصبح نافذاً بعد شهر من نشره في الجريدة الرسميّة ... وقع بعض النواب الحاليين في حيص بيص فهم غير واثقين من قواعدهم التي ستعيدهم الى المجلس القادم الذي سينتخب قبل نهاية العام ... سمعوا اشاعة أنهم سيصومون شهر رمضان ويؤدون صلاة التراويح ويؤدون صلاة عيد الفطر والأضحى وهم خارج المجلس ... لن يتسابق الناس للسلام عليهم وتذكيرهم بالوعود التي قطعوها لهم بتقديم خدمات أولها توظيف واخرها تمرير مصلحة انحشرت في عنق زجاجة الحكومة ولم يعد هناك سبيل لاخراجها الا بزيوت فيتامين واو الذي استشرى في معظم البيروقراطيات العربية قبل وبعد ثورات الربيع والصيف والخريف والشتاء ... انتبه بعض النواب ولا نقول أغلبهم الى قانون يطبخ على نار هادئة يتيح لهم تقاعدا ً مدى الحياة على غرار الوزراء في حكومة عمّرت اسبوعا ّ واحدا ً ثم غادرت .... وقانون جواز السفر الأحمر الخاص الذي يمنحهم المعاملة الخاصة في منافذ الحدود مدى الحياة ... لمَ لا ؟؟ فبعض اسلافهم عدّلوا القوانين ليصبح راتب النائب حوالي 3000 دينار مع امتياز السيارة من دون جمرك .... كاد “ابنيّهم يزمّر” لولا العقلاء في المجلس نفسه والقرامي الأكثر تعقلا ً في مجلس الملك ( الأعيان) الذي قرر ارجاع القوانين من عنق الزجاجة لترتاح وسطها وتمرير قوانين أهم منها بكثير .
ونعود الى حكاية الاسلاف في الخمسينيات من القرن الماضي ... فقد احتج النائب عن بدو الجنوب حمد ابن جازي على وزير الماليّة أحمد الطراونه الذي يقطش خمسة دنانير ضريبة دخل من رواتب النواب قبل أن يتسلّموها ... ففي ذلك الزمن كان القانون يسري على الجميع ... وصل امر الخلاف الى الملك الذي طلب من النائب ان يعتذر لوزير الماليّة . فهو ينفذ القانون الذي وافق عليه النائب نفسه ... جاء حمد لمكتب وزير الماليّة ... تنذّر مجتمع عمان في ذلك الزمن على اعتذار كبير السن للوزير الذي هو في عمر اولاده ... اسمع .. ودك تقبل اعتذاري ولو “بالدبّوس” ... ترى هل سيعتذر بعض النواب اياهم الى الحكومة حفاظا ً على هيبة المجلس ولو “بالقنوة” ؟؟؟؟ ( الدستور )