رسالة الرئيس عباس أم رسالة المتلمس!

تم نشره الأربعاء 25 نيسان / أبريل 2012 04:08 صباحاً
رسالة الرئيس عباس أم رسالة المتلمس!
سلطان الحطاب
رفض سلام فياض نقل رسالة الرئيس محمود عباس الى رئيس الوزراء الاسرائيلي نتنياهو تذكر بصحيفة المتلمس في التراث العربي وهي الصحيفة التي تنص على قتل حاملها وفيها «أما بعد فإذا اتاك المتلمس بكتابنا هذا فاقطع يديه ورجليه وادفنه حياً « فكشفها المتلمس بعد ان نصحه شيخ من أهل الحيرة فرماها في نهر الفرات..وهي في حالة سلام فياض تعني دفنه حياً ودفن مشروعه والقتل هنا مجازاً..
إذن هي قتل للسلطة ويبدو أن فياض يدرك أن مضمون الرسالة هو لعب في النار أو عمل ذو طبيعة استفزازية أو ردة فعل ..او اقتحام لحالة لا بد من انضاجها بشكل مختلف..
الرئيس عباس المعروف بالقدرة على التحمل وسعة الصدر أوصله الاسرائيليون الى الجدار ..ليس جدار العزل العنصري الذي أقاموه فقط وانما الى جدار سياسي لم يعد يستطيع ان يتخطاه حين جمدوا عملية السلام بالكامل ففقدت السلطة الفلسطينية مبررها ..
الأميركيون دخلوا على الخط ..خط رسالة الرئيس عباس وهم لا يدخلون دائماً الا لصالح اسرائيل بعد أن لم يدخلوا على خط العدوان الاسرائيلي على غزة لأكثر من ثلاثين يوماً من القصف والتدمير ..فقد تظاهروا بالتغيب ودعموا اسرائيل وكانوا شركاء سياسيين لها ولم يستنكروها واعتبروا عدوانها دفاع عن النفس ..في رسالة الرئيس عباس وقبيل ارسالها وصل أكثر من مبعوث أميركي لاعراب جملة الرئيس عباس فقد اعتبروها ممنوعة من الصرف واضافوا عليها جملة معترضة افقدتها عنصر الضغط والتهديد الذي تحمله..فالرسالة التي هددت كما قال الذين اطلعوا عليها -والله أعلم-بحل السلطة.. استبدل التعبير بأن السلطة لم تعد ضرورية وهناك فرق بين الموقفين والمعنيين لان هناك أشياء غير ضرورية كثيرة في العلاقة مع الاسرائيليين ما زالت قائمة ويجري التمسك بها لغياب من يحفرها ويدحرها..
اسرائيل تريد ان تبقى السلطة في حال «الذي لا يموت ولا يحيا» وهي التي اجهضت مشروع رئيس الوزراء سلام فياض الذي كان جاهزاً لاقامة الدولة الفلسطينية بعد ان وفر كل مكوناتها ومعطياتها وحتى قبولها في المجتمع الدولي الى ما قبل سعي الفلسطينيين لتوليد الدولة في حاضنة الامم المتحدة ..فقد كان مشروع فياض يملك خارطة طريق واضحة وبرسم ان تعلن الدولة في (2011) فما الذي حصل؟..
واصلت اسرائيل هجومها الاستيطاني في القدس وخارج القدس ورفضت وقف الاستيطان وعطلت المحادثات وضغطت من خلال الولايات المتحدة التي غضبت على موقف عباس واستعملت الفيتو ضده لوقف المساعدات الغربية المتعلقة بإعادة بناء مطار قلندية وتوسيع مناطق نفوذ السلطة لتعود الى حالة عام 2000 وقبول المصالحة الفلسطينية –الفلسطينية حين هدد نتنياهو بأن المصالحة هي خيار العداوة لا السلام وسحب الموقف الاميركي معه الى هذه القناعة..
اسرائيل لن تستجيب لمضمون رسالة الرئيس عباس وان كانت تعمل على اذابة المضمون دون ان ترفض المطالب وتستبدل ذلك بأن تقول للرئيس (إنسى) وتواصل عملها..
ما جاء في بعض نصوص الرسالة بعد الديباجة ..المطالبة بانسحاب اسرائيلي عن الاراضي المحتلة عام 1967 وتجميد بناء المستوطنات واطلاق سراح الاسرى على وجه الخصوص وخاصة الذين اعتقلوا قبل اتفاق اوسلوا عام 1993 والعودة الى الوضع الذي كان قبل عام 2000 اي قبل الانتفاضة الثانية اي اعادة المناطق التي كانت بيد السلطة وعدم مصادرة ما تحقق من مكاسب اوسلو وابقاء طريقه مفتوحة ..
قيل ان الرد جاء وقيل لم يأت وقيل أنه ناقص فقد وصل المبعوث الاميركي ليخفف على «أبو مازن» ويطمئنه ان اسرائيل ستوافق على مطالبه ولكن ذلك لم يحدث.. ورغم ان الملك عبدالله الثاني وصل الى رام الله لاسناد موقف السلطة الفلسطينية ورؤية «ابو مازن» حتى لا تؤول الامور الى الانهيار وحتى تظل السلطة اطاراً قابلاً للتحول الى دولة ومحافظاً على ما تحقق من مكاسب وحتى لا تعم الفوضى ولا يكون بديل..وهي مسائل قد يتفهمها الاميركيون ويريدون مساندتها ولكنهم لم يضغطوا على اسرائيل لتجميد الاستيطان بل انهم تضامنوا معها في الامم المتحدة باستعمال سلاح الفيتو لصالحها ..فالى متى ..
رسالة الرئيس عباس هي محاولة «لبق البحصة» كما يقولون وهي دبوس لتنفيس بالون الاحتلال الذي يغطي السلطة ويسحب صلاحياتها ويبقيها كفزاعة الطيور..فهل أفلست السلطة من دورها؟ هل جرى الالتفاف وتصفية مشروع رئيس الوزراء سلام فياض؟..وهل تستعجل فتح قلب الطاولة بالرسالة وهي ترى ان (الحجّاز) الاميركي يقيد الفلسطينيين لصالح ان يستمر الاسرائيليون في احتلالهم وضربهم وتقييدهم؟..هل انتبهت السلطة لذلك ؟ وما هي البدائل التي يقولها «الحجاز» الاميركي أمام الهراوة الاسرائيلية والجسد الفلسطيني الاعزل؟..
هل يخرج الفلسطينيون من مغارة الضبع الاسرائيلي؟..وهل يشكل الربيع العربي الحجر الذي يعيد لهم الصواب والرشد ليبتعدوا عن المغارة ويكتشفوا خطورة التعامل مع الضبع ؟؟
رسالة عباس لا يجوز أن تدفن وعليه ان يجند الفلسطينيين في الداخل والخارج والعرب لاسنادها والتزام مضمونها والا فله الخيار الأخير..!! ( الراي )


مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات