نعم لزيارة القدس.. ولا للمعطلين

تأخرت دعوة الرئيس محمود عباس لكل العرب والمسلمين ليزوروا القدس ويعمروا مساجدها وكنائسها ويسرجونها بالزيت اقتداء بدعوة الرسول..وأخذاً بفقه الواقع واستمرار الصراع بالممكن وآخذاً بالاستطاعة..
الذين سارعوا لابقاء الموقف التقليدي بفتاوى تحريم الزيارة والتحريض ضدها لن يفيدوا القدس وهم يواصلون بذلك الحرد ووضع الرؤوس في الرمال حيث تسحب القدس الى التهويد والاسرلة والغاء هويتها العربية والاسلامية..
ان كان الاحتكام للقياس على الماضي والاثر وسلوك الصالحين السابقين فالزيارة ضرورة وان كان الاخذ بالمصالح فالزيارة ضرورية ايضاً ولا يجوز ترك أهل القدس محاصرين ومهددين بالاقتلاع والنفي والاستسلام بلا مدارس مناسبة وبلا رزق يعزز صمودهم واستمرار تقديم الشعارات لهم فقط..فالأسير يزار والمريض يزار والمحاصر لا بد من فك الحصار عنه..
دعوة الرئيس عباس هي أبعد مما يرى المعطلون والقعدة والمتطيرون والذين يرجموننا بحجارة الاحتلال حين يستشهدون بتصريحات قادته ومواقفهم في أن الاحتلال لايقبل وفي أنه لا يسمح للفلسطينيين بالزيارة من أهل القدس وما حولها فكيف يسمح للعرب والمسلمين وان سمح في ذلك مؤامرة..هؤلاء اختبأوا وراء سياسات الاحتلال وبرروها حين لم يقدموا في وجهها سوى الشعارات وأرادوا أن يبقى الشعب الفلسطيني وحده في المعاناة والحصار..
لماذا لا تنهض شعوب الأمة العربية والاسلامية لتحج الى القدس بالملايين ؟ ماذا يضيرها فهي إن فعلت تربط الاجيال المؤمنة الطالعة بالقدس وترفد أهل القدس بالعون والمساعدة والزيارة والمساعدة المعنوية والمالية وتنشيط حياتهم الاقتصادية مما يعزز صمودهم الى أن تقوم القيامة العربية والاسلامية..
لماذا لا يشتبك مسلمو ماليزيا والهند والصين وروسيا وتركيا وكافة مسلمي وعرب العالم مع الاحتلال ويكسرون حلقاته حتى في هذا الحد الادنى فيعري ذلك اسرائيل ويكشف خططها ونواياها ويفضح سياساتها الاحتلالية حتى لا يظل هناك من يعفيها من المساءلة والمنع وحتى لا يظل الاقصى مهجوراً ينبت العشب في ساحاته ويغيب عنه زواره ومعتمروه..
أي فلسفة وفتوى هذه التي يصطف معطلو الزيارة ومحرموها..وكيف يمكن قبولها بعد كل هذه السنوات من عزل القدس واستمرار احتلالها؟..لماذا لا يؤخذ بسيرة السلف الصالح وعلماء الامة عبر تاريخها ممن زاروا القدس حتى وهي تحت الاحتلال وكان لزيارتهم أثر أكبر في الامساك بحقوقهم فيها ولم يكن ذلك تطبيعاً اذ لا معنى للتطبيع طالما رفضت الأمة الرواية الاسرائيلية عن القدس وقادتها بالحفاظ على المقدسات وتثبيت هويتها..
الذين يستعجلون برمي تهمة التطبيع في وجه من يريدون زيارة القدس من شعوب الامة وقادتها وعلمائها، هل قرأوا التاريخ العربي والاسلامي؟..هل يعلمون ان اسراء النبي صلى الله عليه وسلم كان وهي تحت الاحتلال الروماني وأن أحد قادة مقاومة الغزو الافرنجي (الصليبي) وهو أسامة بن منقذ كان يذهب للصلاة في الأقصى رغم ما كان يواجه من عنت واعتداء!..هل تقرأون كتابه الاعتبار لتلاحظوا ذلك وهو الذي حارب الفرنجة وبنى قلعة عجلون وشيزر قرب حماة وطلب من ابنه رهف ان يرافقه..
ألم يقل الرسول انه لا تشد الرحال الا لثلاثة منها المسجد الأقصى الذي هو أولى القبلتين وثالث الحرمين..
لماذا لا نستمع الى فتوى الامام العلامة علي جمعة مفتي الديار المصرية..الذي قصد القدس وصلى في مسجدها الاقصى..والعلامة حبيب الجعفري ومن قبل كان الغزالي حجة الاسلام الذي كتب كتابه «أحياء علوم الدين» في أحد أروقة المسجد الأقصى رغم احتلال الفرنجة له..
والامام أبو المظفر السمعاني. والامام الشاطبي..والامام الفلكي الذي استأذن له القائد نور الدين محمود زنكي من الفرنجة ليزور القدس لادراكه بأهمية زيارة الامام في توحيد وجدان اهل الديار ضد الغزو الفرنجي..ولماذا لا يقرأ المستعجلون بالتحريم والقائلون كفى الله المؤمنين الزيارة والصراع الا أن يكون مسلحاً..لماذا لا يقرأون عن الحافظ السلفي والحافظ بن عساكر..
الزيارة للقدس والاقصى وليس لاسرائيل والكيان الصهيوني كما يرّوج «القعدة» و «المعطلون» والذين يزورون هم مسلمون يشدون الرحال لا فاسقين يبحثون عن الملاهي كما يزعم الرافضون..
ألا يقرأ هؤلاء؟ لماذا المزايدة على الفلسطينيين واتهام سلطتهم؟..اليست القدس للعرب والمسلمين؟ وما واجبهم تجاهها؟ وهل منع الفلسطينيين تحريرها بالقوة ليرد عليهم بتحريم زيارتهم بالسلم؟
أهل مكة أدرى بشعابها ان كنتم لا تملكون غير الفتوى التي توفر الهروب من الواجب حيث يشغل الكثيرون اموالهم وأهليهم ولا يطلبون حتى الاستغفار!( الراي )