بين جولة ملكية واخرى.. حزم وترحيل عوائق الاصلاح

الى المتربصين .. الاصلاح الاردني آمن والاردنيون ليسوا مشاريع نازحين .
ما يجب ان ندركه نحن ابناء هذا البلد ان هناك جهات عديدة في الخارج وربما في الداخل تتمنى وتتوقع وربما تعمل لتطوير الحالة الاردنية الى الاصعب, ونقرأ احياناً تقارير سياسية واعلامية تحاول اقناع القارىء ان الاردن مقبل على اوضاع سياسية وامنية صعبة, ومع كل موعد لحدث داخلي مر قبل عقود نجد من بعضهم محاولة لاثارة الاجواء لعل الامور تصل الى ما يريدون.
ما نقوله ليس تخويفاً من الاصلاح والمطالبة به, لان الاصلاح مطلبنا جميعاً, والمطالبة ضرورة لكننا نحتاج الى ان ندرك ان محترفي اشعال الحرائق في المنطقة لا يرضيهم ان نحافظ على اصلاحنا آمناً سلمياً وان يبقى في مسار نريده جميعاً قادراً على الوصول بنا الى نهايات ايجابية.
ومن الحقائق الثابتة ان تعامل بعض الحكومات الاخيرة وتعمدها المماطلة واضاعة الوقت لغايات سياسية خاصة ساهم في بعض التطورات السلبية, وان بعضنا - وبغض النظر عن النيات - ذهب في مسارات لفظية او تحت اغراء الاجواء واصحاب الاجندات الى امور لا تخدم الاصلاح بل تفتح ابواب الشر الداخلي.
ورغم بعض الجوانب السلبية الا ان الاردنيين وقيادتهم حريصون على التأكيد مرة بعد اخرى ان الاردن حالة مختلفة, وان الاردنيين لا يبحثون عن اصلاح ثمنه الدولة واستقرارها وحق الناس في حياة طبيعية, وان الساحة الاردنية لا تسير نحو التحول الى مركز لتصدير النازحين الى دول اخرى, او الى انفلات ودماء, هذه الرسالة مهمة ويجب ان نجدد ارسالها بشكل عملي الى كل الاطراف التي تتمنى وتعمل على اشعال النيران وتغيير الاتجاهات.
قبل اسابيع قليلة كانت زيارة جلالة الملك الى ابناء البادية الشمالية, وكانت زيارة سياسية وطنية مهمة, هدفت الى تعزيز التواصل لكن جوهرها سياسي اصلاحي, وكانت الرسالة واضحة لكل اصحاب النيات السلبية ان الاردنيين وقيادتهم في مركب واحد, ويومها كنا نرى حكومة محصلة عملها السياسي يخذل جدية الملك في الاصلاح, لكننا كنا جميعاً على ثقة بالحزم الذي يتحدث به الملك في كل مكان عن ضرورة انجاز الاصلاحات السياسية هذا العام, ولم يمض وقت طويل حتى غادرت الحكومة السابقة وعلى اكتافها حكم قطعي من الملك والناس بأنها معيقة للاصلاح, وانها مارست التلكؤ, ورغم بعض المحاولات البائسة من الرئيس السابق لتقديم نفسه شهيداً للولاية العامة الا ان الحقيقة اكبر من هذه المزاعم, وجاءت الحكومة الجديدة التي ستدخل هذا الاسبوع ساحة العمل وعلى عاتقها مهمة رئىسية هي تصحيح مسار افسدته الحكومة السابقة, وتنفيذ الرؤى الملكية للاصلاح وانقاذ عملية الانتخابات التي يجب ان تجرى هذا العام.
وما بين رحيل حكومة اعاقت الاصلاح وبدء عمل الحكومة الجديدة كانت امس الزيارة الملكية لجزء اصيل من مجتمعنا الاردني, وبعض عشائرنا الاردنية الكريمة من ابناء الدعجة, وكما كانت زيارة الملك لابناء البادية الشمالية كانت زيارة الامس رسالة للداخل والخارج بأن تماسك الدولة الاردنية اكبر من اضطراب المنطقة, وان العلاقة بين الاردنيين وقيادتهم اقوى من تقلب المراحل او عبارة عابرة من فرد, وان جوهر العلاقة ليس عاطفياً فقط بل قائم على اسس راسخة, وان لغة الاصلاح لغة اردنية واحدة نتحدث بها جميعاً ونسعى لتحقيقها لكن ليس باتجاه هدم بناء الدولة او اشاعة الفوضى فيها او تحويل الاردنيين الى نازحين في دول اخرى تحت مبرر تحقيق الاصلاح!!
الجولات والزيارات الملكية ليست امراً طارئاً بل حالة مستمرة لكن الزيارات الاخيرة مهمة وهي رسالة من الاردنيين وقيادتهم لكل من يترقب السوء ان الحالة الاردنية ليست مشروع فوضى او تفكيك الدولة, وان الاردنيين ليسوا مشاريع نازحين وهاربين الى دول اخرى, وهذا بفضل الله اولاً ثم بحكمة الاردنيين وقيادتهم.
الجولات الملكية احدى عناوين الحرص الملكي على الاستماع للناس, فالابواب مفتوحة ولغة الحوار قائمة. وان مرت على البلاد حكومة متلكئة او معيقة للاصلاح فان الحزم الملكي والحرص على الاصلاح قادر على تصحيح المسار.
ما بين جولة واخرى, حكومة رحلت واخرى مقبلة لكن جوهر حديث الملك تتم ترجمته بازالة كل العوائق امام الاصلاح. ( العرب اليوم )